بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في هذه المشاركة الخجولة ... أتمنى أن تشاركوني أملاً في العودة إلى الجمال و الصفاء و النقاء.... أملاً ببيئة نظيفة جميلة و مستقبل أفضل للأجيال القادمة .... أجيال لا تأكل ما نأكل من طعام قد خالطته مواد شتى من مبيدات و مخصبات و كأنها بهارات أطعمتنا التي نعتادها يومياً في موائدنا ....
لقد خلق الله سبحانه و تعالى هذا الكون باتساع أرضه و سماه ضمن أنظمة متناسقة متوازنة .... غير أن يد الإنسان في بعض الأحيان قد ساهمت بشكل أو بآخر في الإخلال بذلك الإتزان فمن المبيدات إلى البلاستيك إلى ثقب الأوزون و انتهاء بالأسلحة الكيميائية و البيولوجية ... و ما خفي الله سبحانه و تعالى أعلم به .....!
و في هذا السياق أردتُ أن تشاركوني الأمل باستعادة التوازن البيئي الذي أختل نتيجة الاستخدام المفرط للمبيدات ....
يقول تعالى في سورة الحجر : "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم". الآية (19-21 )
في كلمتي : موزون، وقدر معلوم هناك دلالة واضحة على أن النظام الزراعي الذي يؤسسه القرآن هو نظام متوازن ومتكامل يقوم على التوسط والاعتدال في كل مراحل الإنتاج ابتداء من الحرث والسقي إلى المداوات والتسميد والجني. فلا إفراط ولا تفريط. فالتوازن هو الركيزة الأساسية لضمان النجاح والاستمرارية لكل نشاط زراعي.
و لكن ما يحدث للأسف من إسراف في استعمال الأدوية والمبيدات: تسبب في تلوث التربة والمياه والهواء بهذه السموم القاتلة. كما ان الثمار صارت مسمومة بهذه المواد مما أدى إلى ظهور العديد من العوارض والأمراض نتيجة هذا الاستعمال المفرط للمبيدات ...
كما أن الاستعمال المفرط للمبيدات يؤدي إلى إبادة كلية للحشرة الضارة وبالتالي إلى إبادة الحشرة المفترسة لها فيختل التوازن البيئي بين هذه الكائنات.
و بالإضافة إلى ذلك فأن المبيدات مواد كيميائية ناشطة بيولوجياً ، لذلك فإنها تخضع لاختبارات دقيقة و ذلك للتحقق من سلامة استعمالها و فعاليتها قبل وضعها للإستخدام ؛ إلاّ أن هذه الفحوصات تستغرق وقتاً طويلاً .... و هنا تكمن ضخامة المشكلة التي يعانيها الإنسان من أجل السيطرة على التوازن البيئي ...
فاستقرارية بعض المبيدات جعلها تحافظ على تركيبها الكيميائي لمدة عشرين سنة ، و هذه الخاصية أدت إلى زيادة خطورتها على الإنسان و البيئة ... فقد أثبتت التجارب في الثمانينات من القرن المنصرم أن مركبات ثاني هاليد الإيثلين ( و التي تستعمل في مخازن الحبوب و المواد الغذائية المجففة للمحافظة عليها من الآفات و الحشرات أثناء فترة الخزن ) .... أن آثار تلك المواد تبقى في المواد الغذائية المخزونة .... وهذه المواد محفزة للسرطان .....!
كما أن هنالك مشكلة بيئية أخرى تكمن في أن بعض المبيدات قد تنحل إلى مركبات أخرى أكثر سُميّة .... مما يترتب عليه تأثيرات سلبية إضافية على البيئة ....
الأضرار البيئية الناجمة عن استخدام المبيدات :
إن التقدم السريع الذي حصل في حقل إنتاج مبيدات الآفات و الأمراض الزراعية جلب معه ارتباكات تفوق أحياناً الأضرار التي ينبغي دفعها أو منعها ....!
و من هذه الأضرار :
المبيدات الإجماعية : و هي تلك المبيدات المنيعة الفعل في أنواع معينة من الحشرات دون سواها ... مما أدى إلى ترحيب البيئة بمزيد من تلك المبيدات الجديدة .
سرعة تطبع الآفات للمبيدات : . إن الإسراف في استعمال المبيدات أدى إلى نقص المناعة الذاتية للنبات واكتساب الحشرات الضارة مناعة قوية ضد بعض المبيدات و لاحقاً ضد المبيدات الشبيهة التركيب الكيماوي به ؛ مما يستوجب استعمال مبيدات أخرى أكثر سمية ؛ الأمر الذي أدى إلى جعل مبيدات عديدة نفقة إنتاجها بلغت ملايين الدولارات تذهب هدراً .
الأثر الجانبي على المفترسات و ملقحات الأزهار : أدت تلك المبيدات شديدة الفتك بالآفات إلى إحداث أضرار على المفترسات و ملقحات الأزهار ..... ذلك الضرر الذي يفوق ـ في بعض الحالات ـ ضرر الحشرة التي يُراد القضاء عليها .
حالة الذعر العام جرّاء استخدام المبيدات : حيث أدى استخدام المبيدات الآخذ في التزايد إلى شعور الناس بالذعر من تأثير تلك السموم و تراكمها في الطبيعة ، و أثرها السيّئ غير المحدود في البيئة التي نعيشها ...
تلوث المياه و التربة : و ذلك نتيجة الاستخدام المفرط للمبيدات و تراكمها في البيئة بسبب بطء تحللها ...
* المفترسات : هي الكائنات التي تتغذى على الآفات ويمكن تسميتها بالأعداء الطبيعية للآفات .
ما هو الحل ...؟؟؟
تعتمد الاستراتيجية العلمية الحديثة لمكافحة الحشرات على الحد من المداوات الكيميائية وتعويضها بالمكافحة المندمجة حيث تلعب المكافحة البيولوجية دوراً هاماً ، و ذلك بهدف الحصول على منتوج طبيعي غير ملوث بالمبيدات والأسمدة.
المكـافحــة المتكـامـلة :
ترتكز فلسفة المكافحة المتكاملة على استغلال العلاقة الوثيقة بين الآفة و محيطها الحيوي و الطبيعي .... فالآفة و النبات الذي تصيبه تعايشت لأجيال مضت مع العوامل الجوية من مطر و رياح و شمس و تربة ، و مع العوامل الحيوية مثل الطيور و الزواحف و الجراثيم ... بحيث حدث نوع من التوازن أبقاها جميعاً بارزة في النظام البيئي حتى أصبحت الآفة إحدى قوائمه .
و مما يلفت النظر بشكل مدهش بأن البيئات النباتية المستقرة في الواحات و الجزر البعيدة عن القارات قلّما تتعرض لكوارث تنتج عن آفات ؛ حيث أن التوازن أصبح ثابتاً على مر العصور بين النبات السائد و بين الحشرات التي تتغذى عليه و أنواع المفترسات و المتطفلات التي تعيش عليها ... حيث (( لا يموت الذئب و لا تفنى الغنم )) و لا العشب ....!
وها نحن نرى الآن الاهتمام المتزايد بهذا النوع من الزراعة وهو ما يعبر عنه بالزراعة المستديمة أو الزراعة البيولوجية. كما ارتفعت هذه الأيام أصوات حماة البيئة للحد من التلوث والاستغلال المفرط لثروات الأرض. إذن فهذا النظام الزراعي له رؤية جديدة لزراعة متطورة و متوازنة في الآن نفسه.
الأرضية التي ترتكز عليها المكافحة المتكاملة :
من أهم أسس المكافحة المتكاملة هو القيام بعملية المسح survey للحشرات و العناكب لمعرفة ما هو موجود في البيئة من انواع قد تكون ضارة أو مفيدة أو محايدة في الوقت الحاضر و لكنها قد تصبح آفة في حال زراعة نبات من العائلة التي تتغذى منها في الطبيعة .... و يتم المسح بواسطة :
1- المصائد الضوئية المزودة بمصابيح كهربائية تحوي غاز الزئبق ، و هذا الغاز يثبِّت الأشعة فوق البنفسجية .... و ذلك عند إثارة غاز الزئبق تنتقل الإلكترونات من المستوى الأقل في الطاقة إلى المستوى الأعلى في الطاقة ، و أثناء عودة الإلكترونات يصدر هذا الغاز الأشعة فوق البنفسجية و التي بدورها تجلب الحشرات إليها ..... و تكمن الفائدة من ذلك في معرفة أنواع الآفات الليلية الموجودة ، و بعد تصنيف تلك الآفات يمكن معرفة النبات الذي تتغذى منه .
2- تربية الحشرات الناقصة النمو في المختبر على النبات الذي وجِدت عليه حتى تصبح كاملة النمو ؛ و ذلك لدراسة سيرة حياتها ومن ثم الحصول على أعدائها الطبيعية ...
3- جمع الحشرات في النهار بواسطة المصائد الكانسة و سواها من الطرق و عمل مجموعة مصنفة لما في البيئة .
بعض الوسائل التي تساعد على المكافحة المتكاملة :
العائلات النباتية التي يتغذى منها الطور الحشري الضار :
توجد العديد من الآفات تتغذى على نباتات من عائلة واحدة دون سواها .... فيتم اللجوء إلى (( الدورة الزراعية )) و التي تعد أسهل و أرخص الطرائق في مكافحة آفات الزراعة الحولية .
فيغير المُزارع من القمح مثلاً إلى البصل أو العدس أو الطماطم ؛ فيمنع بذلك الغذاء عن الآفة التي سببت المشكلة بالنسبة للقمح .
عدد أجيال الآفة في السنة :
هناك من الآفات التي ليس لها موسم تكاثر .... فتتعدد أجيالها في السنة الواحدة. مما يستوجب استمرار تطبيق الوسائل التي تعاكس تكاثرها .... الأمر الذي يضاعف الكلفة و كذلك أخطار الإخلال بالتوازن الطبيعي .
غير أن الآفات أحادية الأجيال لا تحتاج المبيد سوى مرة واحدة في السنة و ذلك إما في موسم تكاثرها أو فور فقس البيض ...
الاستفادة من سلالات نباتية مقاومة لأشد الآفات فتكاً :
يوجد في الطبيعة ـ أحياناً ـ أفراداً من بعض الأصناف النباتية لا تمسها الآفة ، بنما تمس باقي الأفراد .
فالتي تسلم من الأذى اكتسبت بعض الميزات الوراثية التي أفقدتها الصفات الجاذبة للآفة .... و هذه في الحقيقة عملية انتقاء طبيعية لبعض الطفرات التي تحصل على مر العصور ( أي أنه لا دخل للإنسان فيها ) ...
هذا بالإضافة إلى التهجين الصناعي الذي يقوم به علماء الوراثة لإنتاج سلالات تقاوم الآفات أو الأمراض الوراثية .
استعمال المبيدات الانتقائية عند الحاجة فقط :
جميعنا يعلم أن للمبيدات أثرها السام على الإنسان و الحيوانات .... غير أنه و من حسن الحظ فإن خصائص بعض المبيدات يجعلها تفتك بأنواع من بعض مراتب الحشرات دون سواها ... بمعنى أنها تنتقي ضحيتها .
مع ملاحظة أن هذه المبيدات تُستعمل فقط عند اللزوم ، و ضد الآفة الأكثر ضرراً للمحصول المزروع .... و ذلك في حال لم تتغلب عليها ـ الآفات ـ أعدائها الحيوية .
اللجوء على إلى الطرق الزراعية التي لا تلائم الآفة :
فبهذه الوسيلة يمكن مكافحة الآفة بحيث يتم التعجيل بجني المحصول قبل تفاقم الآفة. حيث يعمد المُزارع إلى زراعة النبات في أبكر ميعاد ممكن و بكثافة عالية و بدون تسميد و بتقليل عدد الريّات ... مما يجبر النبات على الإثمار الباكر .
و بطبيعة الحال ستنخفض كمية المحصول جزاء ذلك ؛ إلاّ أن الخسارة في الكمية تكون ـ في الغالب ـ أقل بكثير مما تحدثه الإصابة العالية بالآفة .
البحث عن وجود أعداء طبيعية للآفة في البيئة المحيطة بها :
للأكثرية الساحقة من الآفات أعداء طبيعية تفترسها لتُبقي على التوازن القائم بين الآفات و النبات الذي تعيش عليه خصوصاً في البيئات الزراعية المستقرة كالغابات مثلاً .
و من خلال تربية عدد من الآفات في المختبرات يمكن الحصول على الأعداء الطبيعية لها و تقييم فائدتها .
و في حال وجود تلك الأعداء ينبغي الكفّ عن استعمال المبيدات أو التقليل منها إلى حدٍّ كبير ؛ لأن المبيدات غالباً ما تفتك بالحشرات النافعة ... مما يعني خسارة الأعداء الحيوية ....
علاوة على ذلك فإنه يمكن استقدام أعداء طبيعية من الخارج ثبتت فعاليتها ضد نفس الآفة و لكنها غير موجودة محلياً .... ثم إكثارها في المختبر و نشرها في الطبيعة بقصد الاستعانة بها في المكافحة البيولوجية و التي تعد أحد أركان المكافحة المتكاملة .
غير أنها تستلزم دراسات بيئية دقيقة من شأنها ألاّ تحدث اختلالات بيئية خاصةً في حال استيراد الأعداء الحيوية من الخارج ..!
و لكي تحقق المكافحة البيولوجية نجاحها ينبغي :
1- السماح لبعض الآفات بالتواجد فى الحقل مما يساعد على توفر الغذاء اللازم لمعيشة أعدائها الحيوية.
2- العمل على تنوع المحاصيل بالمزرعة.
3- توفر العوائل النباتية والتى يتغذى عليها بعض الأطوار الكاملة للأعداء الحيوية .
و بالنتيجة فإن المكافحة المتكاملة ستقلل إلى حدٍّ ما من التلوث البيئي جرّاء استخدام المبيدات و في حال استخدامها يفضل استخدام الإنتقائية منها ، و ذلك إذا لم تبدي الأعداء الحيوية مقدرتها في التغلب على الآفة .
لازالت المكافحة المتكاملة بجميع أركانها قيد الدراسات المكثفة ... و الأمل كل الأمل دوماً بغدٍ أفضل بإذن الله تعالى ....
مقدمة: البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من موجودات؛ من ماء وهواء، وكائنات حية، وجمادات، وهي المجال الذي يمارس فيه الإنسان حياته، ونشاطاته المختلفة.
وللبيئة نظام دقيق متوازن صنعه خالق عظيم، ومدبر حكيم، {صنع الله الذي أتقن كل شيء} [النمل: 88]. ولكن جاءت يد الإنسان لتعبث بكل جميل في البيئة، تهدد الأخضر واليابس، فكان ذلك الشبح المدمر؛ ألا وهو (التلوث) الذي أصاب معظم عناصر البيئة
مظاهر التلوث:
ومظاهر هذا التلوث متعددة منها:
- ثاني أكسيد الكربون، الناجم عن الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية، ومحطات الوقود ومحركات الاحتراق الداخلة في وسائل النقل والمواصلات، والتي ينجم عنها كذلك، ثاني أكسيد الكبريت.
- وأول أكسيد الكربون الذي يضر بالجهاز التنفسي.
- الشوائب والأبخرة، والمواد المعلقة مثل: مركبات الزرنيخ، والفوسفور، والكبريت، والزئبق، والحديد، والزنك.
- مركبات (الكلوروفلوروكربون) وهي غازات تنتج عن استخدام الثلاجات، وبعض المبيدات، وبعض مواد تصفيف الشعر، أو إزالة روائح العرق، والتي تستخدم بكثرة في المنازل وكذلك في المزارع.
- التلوث الناجم عن استخدام المنظفات الصناعية والفلزات الثقيلة، والمواد المشعة، والمبيدات الحشرية، والمخصبات الزراعية، ومخلفات ناقلات البترول، ومياه الصرف الصحي، ومياه الصرف الصناعية، التي تحملها إلى الأنهار والبحيرات، وتؤدي إلى تكوين طبقة سميكة من الرغوة، تؤدي إلى عزل المياه عن أكسجين الهواء، وبالتالي النقص في كمية الأكسجين الذائبة في المياه، مما يؤدي إلى قتل ما بها من كائنات حية.
- خطر التجارب النووية؛ التي تسبب التلوث في الماء والهواء والصحراء.
- الضوضاء؛ والتي يترتب عليها العديد من الأضرار الصحية والنفسية، حيث تؤدي إلى اضطراب وظائف الأنف والأذن والحنجرة، وتؤثر في إفراز بعض الهرمونات الضارة في الجسم، وتؤدي إلى الاضطراب في بعض وظائف المخ، والأخطر أنها تؤدي إلى ظهور مشاعر الخوف والقلق والتوتر لدي الأفراد، كما أن المصابين بالاكتئاب هم أكثر الناس حساسية للضوضاء.
- العديد من المصادر الطبيعية؛ كالعواصف، والزلازل، والبراكين، والأعاصير، والفيضانات، وغيرها.
لمجتمع الإسلامي في مواجهة هذه المشكلة عليه أن يلتزم آداب الإسلام في السلوك والتعامل مع الطبيعة من حولنا من منطلق الاستخلاف في الأرض لإعمارها.
ولكن ما دور المسلم؟
إن دوره في:
- الحرص على نظافة المكان الذي يعيش فيه، سواء أكان بيته أو مدينته لأن النظافة أساس كل تقدم ورقي، وعنوان الحضارة، ومظهر من مظاهر الإيمان.
- تجنب الضوضاء، والحرص على أن يُعَوِّد أبناءه الهدوء، فهو بحق قيمة سامية ومظهر للحضارة الإسلامية، وقيمة حرص ديننا الحنيف على تأكيدها والدعوة إليها، قال تعالى: {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}
- الحرص على زراعة ما حوله، من فراغات بالزهور وغيرها، وتزيين منزله وما حوله بالأشجار والنباتات، وتعليم الأبناء المحافظة على الأشجار والزهور والنباتات الموجودة في الأماكن العامة والخاصة، مع توعيتهم بأهمية زراعة الأشجار والزهور في حديقة المنزل أو داخله؛ ليتذوقوا الجمال ويحرصوا عليه.
- التخلص من القمامة بطريقة سليمة؛ لمنع انتشار الأمراض، ونقل العدوى، فلا يجب وضعها أمام المنزل أو خلفه، حتى لا تكون عرضة للعبث فتتناثر بصورة تتجمع عليها الحشرات، فتشوه صورة البيت وتضر أهله، وكذلك الحرص على عدم إلقائها من الشرفات والنوافذ.
- التخلص من المخلفات الصلبة؛ كالأوراق، والصناديق، وقطع القماش القديمة، والزجاجات الفارغة، والعلب المعدنية، وبقايا الطعام التي أصبحت من أهم مصادر التلوث؛ لأن تراكمها وتجمع المياه حولها يجعلها مرتعًا للحشرات والميكروبات ومصدرًا للرائحة الكريهة. فعلى المسلم أن يحرص على الاتصال بمكتب الصحة وإخطاره بأماكن القمامة للتخلص منها.
- الحرص في التعامل مع المياه، وعدم الإسراف في استخدامها، وكذلك عدم تلويثها بإلقاء القاذورات فيها.
- الحرص على إدخال الشمس إلى مختلف الحجرات؛ لتقضي على الحشرات والميكروبات وتمنع تكاثرها وتحد من نشر الأمراض والأوبئة.
- الحذر عند استعمال المنظفات الكيماوية، والمواد السامة، والتقليل منها ما أمكن، لأنها تؤثر على طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من أشعة الشمس الحارقة، والأشعة الأخرى الضارة.
- استخدام المرشحات التي تقي البيئة من العوادم الناجمة عن استخدام الوقود وغير ذلك، وكذلك استخدامها في الأجهزة المنزلية التي يترتب عليها ظهور عوادم ضارة كمدخنة المطبخ وغيرها.
- نشر الوعي البيئي بين الأبناء، لتوسيع آفاقهم ومداركهم حول حب العالم والكون بما فيه، ومن فيه، وكذلك نشر هذا الوعي بين الجارات والأقارب وتوجيه النصح والإرشاد لهم، والتعاون على مواجهة هذا الخطر، لما فيه صالح الفرد، والمجتمع، بل والعالم أجمع.
إن الله قد خلق لنا الكون كله، وأبدع لنا الطبيعة من حولنا، وجعلها مسخرة لخدمتها، فهي أمانة بين أيدينا، واستغلالها يجب أن يقترن بقدر تحقيق المنفعة الخاصة مع الحفاظ على المصلحة العامة.
طرق الحفاظ على البيئة المثلى وتلافي مسببات التلوث
اعتادت النفس البشرية على تقبل النصح الإيجابي والتذمر من الزجر والأوامر وفي كل الحالات غير صياغة الأوامر والتحذيرات بصورة إيجابية تتقبلها النفس وتستجيب لها قال تعالى لنبيه محمد (ص) : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن )
من هذا المنطلق إذا أردت أت تطاع وتجد الأذن الصاغية فلا تبدأ بالزجر والنهي وإنما ابدأ باللطف فبدلاً من أن نقول عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] لاتترك القمامة مكشوفة ) يمكن القول القمامة المكشوفة مرتع لتكاثر الذباب الذي ينقل الأمراض .
(امتنعوا عن التدخين ) يمكن القول دخان السجائر يفسد الهواء الطبيعي الداخل للجهاز التنفسي .
التلوث داخل المباني :
إن منازلنا ومكاتبنا بواقعها الحالي تتعرف للعديد من مصادر التلوث البيئي وهناك أنواع عديدة من الملوثات غاية في الخطورةعلى صحة الانسان تهاجمنا في منازلنا ومدارسنا فتصيب أطفالنا وتجعلهم معلولين .
مصادر التلوث :
الاستخدام السيء لملطفات الجو المختلفة وتربية الحيوانات الأليفة مثل الطيور والكلاب والقطط والأوضاع غير الصحية وعشوائية تركيب أجهزة التكييف و التبريد والتدفئة والتدخين داخل المباني وازدحام حركة المرور في شوارع بما تنفث من غازات وأبخرة إضافة لما تسببه من ضوضاء وضجيج الاستخدام غير الرشيد للمواد الكيماوية العازلة للحرارة والرطوبة فوق أسطح المباني ,الاستخدام المفرط للسجاد والموكيت وبعض أنواع الأخشاب والأقمشة التي تكسى بها الجدران والأسقف الصناعية والأصباغ مما يتسبب في أغلب الأحيان بوجود شحنات كهربائية داخل المباني تؤدي على المدى الطويل إلى حدوث تأثيرات صحية خطيرة على الانسان والأطفال خاصة .
الوقاية من مخاطر التلوث البيئي :
يجب الأحد بعين الاعتبار عدة إجراءات منها :
- منع التدخين داخل المباني بصورة عامة .
- مراعاة الاستخدام الرشيد للمواد الكيماوية داخل المباني .
- إتباع الطرق الصحية في استخدام المواد الكيماوية .
- الاستعانة بالمتخصصين في تركيب أجهزة التبريد والتكييف والتدفئة ومراعاة إجراءات السلامة .
- عدم الإفراط في استخدام المواد الكيماوية العازلة للحرارة والرطوبة .
المخاطر الصحية من سيارات الديزل :
تزداد السيارات العاملة بوقود الديزل يوماً بعد يوم نظراً لأن هذا النوع من الوقود أقل استهلاكاً وأرخص كلفة من البنزين ,فالسيارات العاملة بالديزل تستطيع بكمية الوقود نفسها قطع مسافة 20-40% أكثر من تلك العاملة بالوقود العادي ,وقد أدت هذه المزايا إلى زيادة عدد السيارات العاملة بالديزل بنسبة 10-15% من منتصف السبعينات .
ومع هذه الزيادة تزايد الخطر على الصحة حيث تنفث محركات السيارات مزيجاً يحتوي على العديد من الغازات الضارة والجسيمات الصلبة المعلقة .
وتتوقف كثافة الدخان المنبعث وما تحتويه من ملوثات على نوع الوقود وكفاءة المحرك وبعض هذه المواد المنبعثة يمكن أن تنتقل خلال التفاعلات الكيماوية إلى الهواء إن جزيئات المواد المنبعثة من محركات الديزل تزيد (30) ضعف عن الجزيئات المنبعثة من محركات الغازولين كما أنها تختلف في تركيبها كثيراً عنها حيث أن 80إلى 90% من هذه الجزئيات دقيقة جداً ويسهل انتقالها مع تيارات الهواء وترسبها السريع في الجهاز التنفسي البشري عند الاستنشاق ,ومن هنا جاء الاهتمام بالأخطار المحتملة لانبعاث دخان الديزل سواء من السيارات أو المصانع ومع أن المواد المنبعثة من محركات الديزل هي ذات نوعية تحولية جينية وسرطانية جينية فالاهتمام يتركز لأن على الآثار السرطانية لهذه المواد خاصة في البلاد التي يكثر فيها استعمال محركات الديزل على نطاق واسع .
ما هي الطريقة المثلى للتمتع بجمال الطبيعة :
- النظافة لا ترمي النفايات والفضلات في غير الأماكن المخصصة لها فهي من أخطر ما يكون على الصحة العامة فلابد للتخلص منها بطريقة سليمة والتذكر أن النظافة من الأيمان .
- الرفق :يقول النبي محمد (ص) (الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شأنه ) فكن رفيقاً بما حولك من عناصر البيئة وخاصة الهشة والحساسة منها .3- الحرص : لا تستعمل المواد الكيماوية كثيراً إلا عند الضرورة ولا تسرف باستخدام المبيدات فهي ضارة بصحة الإنسان والبيئة .
-الرحمة :لاتقتل حيواناً أوتقطع نباتاً حياً ولاتوقد النار بفروعه إلا عند الحاجة الماسة إليه ولاتفعل مايترتب عليه الضرر بالكائنات الحية وبيئاتها وتذكر أن الراحمين يرحمهم الرحمن
- الايجابية : باتباع الأنظمة والقوانين والمحافظة على موارد البيئات الطبيعية وجمالها كالتربة والماء والأشجار والحيوانات البرية فإنها ثروة اليوم ورصيد الغد للأجيال القادمة .
كيفية حماية البيئة الإنسانية
تمثل حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية هدفاً من أهم أهداف الإسلام الحيوية، وتوضح مظهراً من أبرز مظاهر عنايته بسلامة الإنسان وحماية الطبيعة، وحرصه على نظام الحياة وسعادة النوع البشري واستمرار وجوده على هذه الأرض، ذلك لأن سلامة النوع البشري وما تعايش معه من مخلوقات حية، أو ذات علاقة بها كالتربة والماء والهواء منوطة بحمايتها من التلوث والتخريب.
وقد اتخذ الإسلام خطوات فريدة لحماية الصحة والبيئة وسلامة الحياة، يمكن تلخيص أبرزها بالآتي:
1) التوعية والتثقيف وتربية الإنسان على العناية بالصحة والطبيعة، وحماية الاحياء والحياة على هذه الأرض، منطلقاً من مبدأ عقيدي هو أن ما صنعته يد الخالق سبحانه يتصف بالكمال والإتقان والصلاح، ولا شيء خلق عبثاً في هذا الوجود، وقد صوّر القرآن ذلك بقوله:
(صُنع الله الذي أتقنَ كُلَّ شيء) (النمل/ 88)
وإن تصرف الإنسان الأناني أو المنطلق من الجهل والعدوانية يدفعه الى تخريب البيئة وإفساد المحيط الطبيعي، لذلك يُحمّل القرآن الكريم الإنسان مسؤولية إفساد البيئة بقوله: (ظهر الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس).
ولذلك خاطب الإنسان مدافعاً عن البيئة وسلامة الحياة بقوله:
(ولا تُفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).
(وإذا تولّى سعى في الأرض ليُفسدَ فيها ويُهلك الحرثَ والنسلَ). (البقرة/205)
2) الحث على الطهارة: ولعل ابرز الإجراءات الوقائية لحفظ البيئة البشرية هي عناية الإسلام بتربية الإنسان على الطهارة والنظافة والدعوة الى تنظيف الجسد والثياب والأواني والأثاث وقد جاء ذلك البيان القرآني في قوله تعالى:
(وثيابك فطهر) (المائدة/4)
(وان كنتم جنباً فاطّهروا) (المائدة/6)
وبذا جعل الطهارة وحماية البيئة من التلوث نعمة يجب الشكر عليها لله سبحانه وبها تتم النعم، ومنه نفهم أن النعم نعمة الصحة والسعادة والمال.. الخ، ناقصة من غير طهارة البيئة وحمايتها من التلوث والفساد ذلك لأنها تبقى مهددة بالتخريب والزوال.
ويتسامى الفكر الإسلامي والفهم الحضاري فيه عندما يقرر أن الله خالق الوجود يحب _أي يريد للعباد _ الحياة الطبيعية والطاهرة التي لا تلويث فيها ولا قذارة، فيعبر الرسول الهادي (ص) عن هذا المنهج بقوله: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة".
3) النهي عن تلويث البيئة: وكما يحث الإسلام على الطهارة، فإنه ينهى عن تلويث البيئة وإفسادها، من هذه المناهي ما جاء عن الرسول (ص) من نهيه عن البصاق على الأرض لما له من مضارّ صحية ومردودات نفسية تخالف الذوق وتثير الاشمئزاز.
وكما ينهى الرسول (ص) عن البصاق، فإنّه ينهى عن التغوّط تحت الاشجار المثمرة، والتبوّل في المياه الراكدة والجارية وعلى الطرقات، حمايةً للبيئة وحفظاً للطهارة والصحة.
ونستطيع أن نُشخّص أهمية هذه الوصايا في حماية البيئة، إذا عرفنا خطر فضلات الإنسان على الصحة وتلوث البيئة، لا سيما المياه التي تساعد على نمو الجراثيم وانتشارها عن طريق الشرب والغسل، والخضروات التي تُسقى بها.
روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "نهى رسول الله (ص) أن يتغوّط الرجل على شفير بئر ماء يُستعذبُ منها، أو نهر يُستعذب، وتحت شجرة فيها ثمرتها".
روى ايضا عن النبي (ص) في حديث المناهي قال: "ونهى أن يبول أحد في الماء الراكد..".
4_ النهي عن النجاسات والتطهر منها: من قراءتنا لفلسفة التشريع الإسلامي ندرك اهتمام هذا التشريع بحماية الإنسان والحفاظ على صحته وحياته المدنية.
ولقد لخّص الفقهاء فلسفة التشريع وعللوه بقاعدة موجزة هي: (جلب المصالح ودرء المفاسد).
والمصلحة والمفسدة هما ملاك الحكم وعلة تشريعه، وعند تطبيق هذا المبدأ التشريعي على ما ألزمت به الشريعة الإسلامية من حكمها بنجاسة بعض الأعيان، وحرمة أكلها وبيعها ووجوب التطهر منها لأداء الصلاة، عند تطبيق هذا المبدأ تدرك قيمة التشريع الإسلامي وحرصه على درء المفاسد (الأضرار) الصحية التي أثبتتها البحوث والدراسات العلمية، لذا حكمت الشريعة الإسلامية بنجاسة الاعيان الآتية والزمت بوجوب التطهر منها للصلاة والطواف حول الكعبة (البدن والملابس)، وهذه الأعيان هي:
1_ البول والغائط من الإنسان، وكذا بول الحيوان المُحرّم وغائطه ايضاُ.
2_ الميتة من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
3_ المني من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
4_ الدم من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
5_ الخمر.
6_ الكلب والخنزير البريان.
ولا يخفى أنّ مشكلة الإنسان سيما في المدن الكبرى، الآن هي مشكلة التخلص من فضلات الإنسان وأخطار التلويث بفضلات مجازر الحيوانات وبفضلات الإنسان والحيوانات الميتة، ذلك لأنّها من أوسع مصادر التلويث بالجراثيم والامراض الجرثومية، فإنّ فضلات الإنسان والميتة، هي أفضل وسط لعيش الميكروب المرضي الذي يصيب الإنسان.
وكما حدد تلك النجاسات والقاذورات ونهى عن التلوث بها أمر بالتطهر منها، وجاءت هذه الدعوة مكرسة في قوله تعالى:
(ما يُريدُ اللهُ ليجعلَ عليكم من حرجٍ ولكن يُريد ليطهّركُم وليتُمّ نعمته عليكم لعلّكم تشكرون). (المائدة/ 6)
والمتأمل في قوانين التطهير هذه يتضح له ان منهاج الطهارة في الإسلام قد شمل أوسع تنظيم للطهارة والصحة وحماية البيئة من القاذورات والنجاسات، واعتبر الماء والتراب والشمس من المطهرات الطبيعية التي تزال بها النجاسات، كفضلات الإنسان، والميتة، والدم، والمني، وأسآر بعض الحيوانات، كما اعتبر الاستحالة من نوع الى نوع آخر من المطهرات أيضاً، كاستحالة الميتة رماداً بعد احراقها.
ثبّت التشريع الإسلامي مبدأ (لا ضرر ولا ضرار).
الخاتمة :
وبهذه القاعدة التشريعية الكبرى التي أعطاها صلاحية تجميد أي تشريع يوجب أو يجيز عمل شيء اذا نتج عنه ضرر، وينطبق هذا التشريع بكون الإسلام قد حرّم كل ما من شأنه أن يضرّ بالبيئة تحريماً تشريعياً، ويتحمل الخبراء الذين اعتبر التشريع الإسلامي تشخيصاتهم العلمية الأمينة حجة يجب العمل بها، مسؤولية تحديد الضار من العناصر والمواد والاستخدامات. وعندئذٍ تتحمل الدولة مسؤولية منع الاستخدامات الضارة واستعمال صلاحياتها باستعمال الوسائل الكفيلة بمنع الضرر. وإن مبدأ (وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، أساس عريض لحماية البيئة وحفظ نظام الطبيعة، فالآية تنهى عن العدوان على الطبيعة والحياة، وتدعو إلى التعاون على الخير والإصلاح
الإخلال بالتوازنات الطبيع
الموضوع الأصلي :
موضوع: الإخلال بالتوازنات الطبيعية واهم المخاطر الناجمة عنه الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر