بسم الله الرحمن الرحيم

قنوات (خلوها) للشعر والمحاورة
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
انتشر في الفضاء قنوات الشعر الشعبي (خلوها) التي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تُجَمع وتبث سموم التعصب بين أبناء المجتمع الواحد . تندهش وانت تشاهد برامج موغلة في التعصب القبلي المقيت الذي لم ينزل به الله من سلطان حيث يقول سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). و في الحديث الشريف عن جابر قال قال صلى الله عليه وسلم( لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى) . قنوات لا تحمل رسالة هادفة لبناء المجتمع أدبياً ولا فكرياً سوى سرقة النقود من جيوب المغفلين برسائل اس ام اس عن طريق إثارة النعرات القبلية و المناطقية. وعينات مذيعين ( طقها وألحقها ) لا ثقافة ولا ذرة من احترام النفس والآخرين جُهال بمعنى الكلمة وإلا كيف بربك تفسر قول احدهم لضيفه وكان ضيفه ذو بشرة سمراء ( هل تزعل من كلمة عبد ) ابعد هذا الانحطاط في الفكر والمنطق يكون لهم هدف سوى تسويق العنصرية . كنا ننتظر منهم النهوض بأدب المجتمع الإسلامي بعيد عن العنصرية ، كما في القرنين الثاني والثالث بعد الهجرة إذا كان لا يتَحَرَّك فيها متحرك، ولا يسكن ساكن إلاَّ وللشعر والخطابة والبيان هناك الأثرُ البليغ والعمل العميق، وما كانت نهضة العرب العلمية وتطاولهم إلى الفنون والآداب والحكمة التي كانت للأعاجم , إلاَّ من نتائج انتشار الأدب الإسلامي الرفيع . ولكن من امن العقوبة أساء الأدب , المسئول وزارة الإعلام وهي في سبات عميق عن القضايا الكبيرة ونشيطة ومتيقظة للقضايا التافهة , من حقوق المرأة وغيرها من القضايا الهامشية. وختاماً اسأل الله أن يصلح أحوالنا ويجمع على الخير كلمتنا. والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين .