أهمية تنمية الوعي البيئي وكيفية تحقيقه
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد :
فإن
الحديث عن تنمية الوعي البيئي حديثٌ ذو شجون ولاسيما أن البيئة تمثل
أهميةً كبيرةً للإنسان ، فهي المحيط الذي يعيش فيه ، ويحصل منه على مقومات
حياته من طعامٍ ، وشرابٍ ، وهواءٍ ، وكساء . وهي المحيط الذي يتفاعل معه
ويمارس فيه علاقاته المختلفة مع غيره من الكائنات والمكونات . ومنذ أن خلق
الله تعالى الإنسان وهو دائم البحث في البيئة عن مختلف المتطلبات والحاجات
التي تلزمه لتحقيق عملية تكيفه مع البيئة ، مستخدماً في ذلك كل ما توافر
له من المعارف ، والمهارات ، والخبرات التي وهبها له الخالق سبحانه .
وعلى
الرغم من أن البيئة بما فيها من موارد متنوعة كانت في حالة توازنٍ طبيعي
يُمكِّنـُها من الوفاء بمطالب الإنسان ، وإمداده باحتياجاته اللازمة
لاستمرار حياته وحياة الكائنات الحية الأخرى ؛ إلا أن تصرفات الإنسان غير
المسؤولة مع ما يُحيط به من كائناتٍ ومكونات وعناصر البيئة قد أخلَّ
كثيراً بتوازن النظام البيئي ، وترتب على ذلك حصول العديد من المشكلات
البيئية التي كان لها أثرٌ واضحٌ في تدهور البيئة ، والعمل على تدميرها
ولاسيما أن هذه المشكلات البيئية ليس لها حدود جغرافية ، ولا تمنعها
الحدود السياسية ؛ إذ إنها تنتشر في كل مكان وتصل إلى كل البقاع . الأمر
الذي يفرض علينا جميعاً ضرورة الحد من هذه المشكلات ، ومنع حدوث مشكلات
جديدة تحقيقاً لمفهوم حماية البيئة والمُحافظة عليها ؛ حيث تُشير
المؤتمرات الدولية التي عُنيت بالبيئة ومُشكلاتها إلى أن الإنسان بتصرفاته
غير المسؤولة ، وسلوكياته الخاطئة يُعد المسؤول الأول عن هذه المشكلات ،
وعليه يتوقف حلها ؛ عن طريق تفهم مدى خطورتها ، والعمل الجاد لنشر الوعي
البيئي بين مختلف أفراد المجتمع وفئاته ؛ لأن ذلك – بإذن الله تعالى – هو
الحل الوحيد الكفيل بتحقيق التوافق والانسجام والتوازن المطلوب بين
الإنسان والبيئة . والمعنى أن الوعي البيئي مطلبٌ مُهم وضروريٌ على جميع
المستويات ، وعلى الرغم من وضوح ذلك للمسئولين عن البيئة ؛ إلا أنه غائبٌ
عن أذهان الكثير من أبناء المجتمع الذين لا بُد من تعريفهم به وتربيتهم
عليه .
أما كيفية تحقيق الوعي البيئي فليست
بالأمر السهل ، ولكنها في الوقت نفسه ليست أمراً مستحيلاً ، حيث يمكن
تحقيق الوعي البيئي عند الإنسان متى تمت مراعاة ما يلي :
أولاً )
التركيز على تنمية الجانب الإيماني عند الإنسان ، إذ إن هذا الجانب يؤكد
على ضرورة تعامل الإنسان مع البيئة من منطلقٍ إيماني خالص يُربي الإنسان
على أهمية احترام هذه البيئة وحسن التعامل مع مكوناتها .
ثانياً )
غرس الشعور بالانتماء الصادق للبيئة في النفوس ، والحث على إدراك عمق
العلاقة الإيجابية بين الإنسان والبيئة بما فيها من كائناتٍ ومكونات .
وهذا بدوره كفيل بتوفير الدافع الفردي والجماعي لتعَرّف كل ما من شأنه
الحفاظ على البيئة ، وعدم تعريضها لأي خطر يمكن أن يُهددها أو يُلحق الضرر
بمحتوياتها .
ثالثاً )
العناية بتوفير المعلومات البيئية الصحيحة ، والعمل على نشرها وإيصالها
بمختلف الطرق والوسائل التربوية ، والتعليمية ، والإعلامية ، والإرشادية
لجميع أفراد وفئات المجتمع ، حتى تكون في متناول الجميع بشكلٍ مبسطٍ ،
وصورةٍ سهلةٍ ومُيسرة .
رابعاً )
إخضاع جميع العلوم والمعارف ذات العلاقة بالنظام البيئي لتعاليم وتوجيهات
الدين الإسلامي الحنيف وتربيته الإسلامية الصحيحة حتى يكون استخدامها
إيجابياً و نافعاً و مُتفقاً مع الصالح العام .
وخلاصة القول :
إن مسألة تحقيق الوعي البيئي عند الإنسان ليست أمراً فطرياً في جميع
الأحوال ، ولكنها مسألةٌ تُكتسب وتُنمى وتحتاج إلى بذل الكثير من الجهود
المشتركة لمختلف المؤسسات الاجتماعية التي عليها أن تُعنى بهذا الشأن وأن
توليه جانباً كبيراً من عنايتها ، والله نسأل أن يوفق الجميع لما فيه
الخير والسداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
الموضوع الأصلي :
أهمية تنمية الوعي البيئي وكيفية تحقيقه الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|