بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مجموع فتاوى و رسائل - المجلد الثالث عشر | أركان الصلاة | محمد بن صالح العثيمين |
فصل في التسبيح خلف الصلوات التسبيح أدبار الصلوات قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيه: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين،
وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، وقال تمام المائة لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
محيت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" (1).
والأذكار خلف الصلوات (2) وردت
على أنواع متنوعة منها (سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين،
فيكون المجموع تسعة وتسعين، وتختم بالمائة بوحده لا شريك له، له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير).
ومنها سبحان الله، سبحان الله،
سبحان الله، ثلاثاً وثلاثين، الحمد لله، الحمد لله، ثلاثاً وثلاثين، الله
أكبر، الله أكبر أربعاً وثلاثين) فيكون الجميع مائة.
(ومنها سبحان الله عشر مرات والحمد لله عشر مرات والله أكبر عشر مرات) فالجميع ثلاثون.
(ومنها سبحان الله، والحمد
لله، ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة وعشرين مرة) فيكون الجميع مائة،
فإذا سبحت وذكرت مرة بهذا ومرة بهذا، فهذا خير، وإن اقتصرت على نوع واحد
منها فلا بأس.
وأعلم أن بعض العبادات يرد
على وجوه متنوعة، والأفضل أن تأتي بهذا الوجه تارة وبهذا الوجه تارة أخرى،
لأجل أن تحصل على سنته كلها.
فإن قلت ما الحكمة من أن هذه العبادات تأتي على وجوه متنوعة؟
*
* لماذا لا تكون نوعاً واحداً؟ والجواب عن ذلك: أن فيه فائدتين.
الفائدة الأولى: حتى لا يتبلد الذهن والحس فتكون مجرد عادة، يسبح الإنسان ولا يدري كم سبح؛ لأنه أخذ على العادة، فإذا تنوعت انتبه.
فأتى هذه المرة بهذا النوع والمرة الأخرى بالنوع الثاني وهكذا.
والفائدة الثانية: تحقق الاتباع لرسول الله؛ لأنك تسبح من أجل موافقته صلى الله عليه وسلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم
الصالحات. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا مخلصين لوجهه الكريم محققين
المتابعة لرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين.