خيوط التجعدات و خصل الشعر الأبيض ،هي العلامات الواضحة على بدء التقدم في السن .
لكن هناك دلائل أخرى أقل لفتا للانتباه تظهر في الحواس الخمس. و على رغم أنه ليس هناك ما يمكن أن تفعله لمنع هذه الخسائر في الحواس ، إلا أن البروفسور روبرت سيكولر يضع أمامك بعض الاستراتيجيات للتخفيف من هذه الخسائر .
النظر
هناك حالة تصيب كل الناس تقريبا في السن بين الأربعين و الخمسين تدعى بريسبيوبيا ، سببها تدهور ليونة عدسات العين . و هذا يجعل من الصعب التركيز على الأشياء القريبة أو الكتابات الطباعية الصغيرة . و النظارات هناك هي أفضل حل.
و مع الوصول إلى سن الستين أو أكثر، يصعب على بعض الناس الرؤية في الظلام أو المناطق المظلمة. فالحدقات تصبح أصغر مع التقدم بالسن ، و لذلك يدخل نور أقل إلى العين .
و برغم أنه ليس هناك حاليا علاج طبي لتحسين الرؤية الليلية ، إلا أن زيادة الأضواء و تجنب قيادة السيارات ليلا ، عنصران مساعدان .
كما أن رؤية "الأشياء العاتمة " و هي بقع صغيرة تمر في حقل الرؤية تزداد مع كبر السن . و عادة لا يكون ثمة ضرر منها؛ لكن إذا ما ازداد عددها فجأة فسارع لرؤية اختصاصي العيون.
السمع
أكث حالات ضعف السمع شيوعا ، و المتعلقة بكبر السن تدعى " بريسبيا كوزيس ". وهي تبدأ عادة بعدم التمكن من سماع الأصوات ذات الذبذبات المرتفعة ثم تزداد سوءا مع الوقت.
هذا النوع من ضعف السمع ينجم عن تلف الخلايا السمعية الملتقطة في الأذن. و الواقع أن هذه المشكلة قد تبدأ لدى بعض الناس في فترة العشرينات، لكنهم لا يلاحظونها إلا حين يبلغون الستين و أكثر. و لحسن الحظ فان الأدوات المساعدة على السمع تفيد هنا.
و هناك نوع آخر من ضعف السمع المتعلق بالسن، يرتبط بالجهاز السمعي في الدماغ. فالصوت هنا يبدو هشا و غير واضح ، و الآلات الداعمة للسمع لا تفيد في لأنها ترفع من وتيرة الصوت لكنها لا تجعله واضحا . و مع ذلك هناك أجهزة إنصات خاصة و ميكروفونات صغيرة تساعد الناس الذين يعانون من هذه الحالة. أما طنين الأذن، فهو شائع بين الطاعنين في السن، فلا علاج له. لكن على المصابين إجراء الفحوصات للتأكد من عدم وجود أمراض أخطر .
و تذكر دائما أن معظم حالات ضعف السمع المتعلقة بالسن ، تحدث بالتدريج . و لذلك اذا ما عانيت تغيرا مفاجئا في السمع ، فهذا يجب أن يدفق نواقيس الخطر لتتوجه فورا الى الطبيب .
الشم
مع بلوغ العديد من الناس الستينات ، تتغير لديهم حاسة الشم . و تظهر هذه الحالة لدى الرجال قبل النساء . ما سبب هذا التطور ؟
ان أغشية الأنف تتعرض للتدمير طيلة فترة الحياة بسبب الفيروسات و الالتهابات التنفسية و السموم البيئية و الأضرار التي تلحق بالرأس ... الخ . و هذه التطورات تتراكم الى أن يصبح الضرر واضحا .
و الكهول الذين يتعرضون لهذه الحالة يجب أن يخضعوا لعلاج اضافي ، لأن عدم شم الغاز المتسرب أو المواد الغذائية الفاسدة أو الدخان المنبعث من النار ، قد يكون خطرا . و بالنسبة للعديد من الناس ، فان فقدان حاسة الشم له سلبياته الكبيرة حين يتعلق الأمر بالطعام ، اذ أنهم يفقدون التذوق .
التذوق
ان النوعيات الأربع لحالت الذوق " الحلاوة ، الملوحة ، المرارة و الحوامض " لا يبدو أنها تتغير مع التقدم في السن . ومع ذلك تتدهور لدى بعض الناس بخاصة تذوق الحلاوة و الملوحة .
و لأن نكهة الطعام تتحسن حين تلامس سقف الفم خلال المضغ ، فا الأشخاص الذين يضعون وجبة أسنان كاملة قد يضيعون تذوق الحلاوة و الملوحة ، لأن الوجبة تغطي سقف الفم . و الحل هنا قد يكون يكون زيادة كميات السكر و البهارات .
اللمس
مع تقدمنا في السن ، تبقى حاسة اللمس هي أقوى الحواس ، برغم أن البعض يعاني من نقص حساسية اليد و القدم .