أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أحمد الله شاهدا أنه لا إله إلا هو الحي القيوم القائم بالقسط العزيز الحكيم.
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وأشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد.
اللهم صل وسلم وبارك على عبد ورسولك محمد كفاء ما علّم وبيّن وكفاء ما أرشد وجاهد في الله حق الجهاد، وعلى اله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
الأطفال زينة الحياة الدنيا
النسل هدف أصيل من أهداف الحياة الزوجية. وهو رغبة لها جذورها في نفس الرجل وفي نفس المرأة على السواء، فكل إنسان يرغب في بقاء اسمه ودوام أثره. وقد عد الإسلام النسل من النعم التي تبهج الحياة وتحقق السعادة قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [سورة الكهف آية: 46]. من الأمور التي لا يختلف فيها اثنان أن محبة الأولاد والتطلع إلى إنجابهم ورؤيتهم من أهم الغرائز التي فُطر عليها الإنسان، بل هي من أسس الحياة النفسية والاجتماعية والطبيعية لكثير من الكائنات الحية، فالأولاد هم أغلى ما في الحياة وهم فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض، وبهم تتحقق عاطفة الأبوة والأمومة التي تفيض بينابيع الأحاسيس النبيلة ذات الأثر الطيب. والنتائج الكريمة في رعاية الأبناء وحسن تنشئتهم، والقيام بمهام الأسرة في دين الإسلام الحنيف، فهم بلا شك زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وقرة العين ونورها، وبهجة النفس وسعادتها، وهم قبل ذلك كله نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على كثير من عباده. ولقد مدح الله - تعالى - أولياءه المؤمنين بسؤال الزوجة والذرية الصالحة فقال - سبحانه -:﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [سورة الفرقان آية: 74]. إن الإنجاب من النعم الكبرى التي أنعم الله بها على كثير من خلقه، ووهبها الكثير من عباده، في حين حكم على بعضهم بالعقم، وعدم الإنجاب، لحكمة ربانية يعلمها الله وحده - تبارك وتعالى – ولا بد من الرضا بالقضاء والقدر. قال تعالى: ﴿ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾ [سورة الشورى الآيتان: 49-50] . فحكمة الله - تعالى - هي الغالبة، وما قد يراه الإنسان شرًّا قد يكون خيرًا له، فلو قدر لهما إنجاب أطفال لجاءوا غير أصحاء أو أشقياء، فيعكرون على الأب والأم حياتهما، وتصبح حياة الأسرة نكدًا وجحيمًا، فلا يجوز للمرء ندب قدره. لذلك فإن كثيرا من الدول توجب إجراء فحص للمتقدمين للزواج والهدف الرئيس من هذا الفحص إخضاع العروسين للكشف الطبي العام والشامل "سريري ومخبري" للتأكد من سلامة البنية التناسلية لديهما، والتحقق من خلوهما من الأمراض السارية والمعدية، ومن الأمراض الزهرية والتناسلية التي في حال وجودها قد تضر بصحة أحد الشريكين وتهدد حياته وحياة نسله بالخطر. يوصَى بتحاشي الزواج في حالات هي: - إذا كانت هناك صلات قربى شديدة بين الشريكين قد ينجم عنها أمراض وراثية وعاهات جسدية وتخلف عقلي. - في حال وجود فارق كبير في العمر بين العروسين. - في حال وجود أمراض عصبية وعقلية، كالجنون والرعشة الكبرى وفقدان الوعي، وهي ذات انحدار وراثي . - في حال وجود أمراض قد تهدد حياة أحد العروسين بالخطر (ذبحة قلبية، سل متقدم، زراعة القلب، سرطان متقدم. - في حال مرض أحد الزوجين بمرض الإيدز، لأنه سريع الانتقال إلى الشريك الآخر ومنهما إلى المولود. وفي حال سلامة الفحص للزوجين وقدر لهما أن يكون أحدهما عقيمًا فإن الإسلام لا يحرم التداوي من العقم من أجل الإنجاب بل حث عليه فقد يكون العقم ناتجا عن عيب أو علة في الزوجين. لم يكتف الإسلام ببيان أن الأطفال زينة الحياة الدنيا بل دعا إلى كثرة الإنجاب، ليزداد عدد المسلمين قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ [سورة النحل آية: 72]. يبين الإسلام وسيلة العمل وكيفية التصرف مع الأبناء وطريقة تربيتهم أو إعادتهم إلى دائرة الإسلام إذا اختاروا طريق الضلال والابتعاد عن الإيمان وسلكوا طريق الفجار الفساق. فإذا كانوا كذلك فهم سبب في هلاك آبائهم وخسرانهم، وبالتالي فهم عدو للآباء والأمهات بل لأسرتهم ومجتمعهم كافة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ﴾ [سورة التغابن آية: 14]. والأولاد الصالحون علاوة على أنهم زينة الحياة الدنيا، وذخر للمسلم في الحياتين فإنهم يكونون سببا في تعديل غريزة الجنس وتنظيمها، وإنزالها من مكانتها التي يرفعها إليها الكثيرون، إلى مستوى المسئولية وحفظ كيانها والحرص على استمرارها إلى الشيخوخة، فالأسرة أولا تكسر من الشهوة المجنونة، لأن الإنسان يزهد بفطرته في كل شيء يملكه. وضح الإسلام للناس أن الغاية من الولد ليست مجرد السعادة بهم، بل إن المسلم يتطلع إلى الولد الصالح الذي يحمل اسمه ونسبه، ويدعو له في حياته وبعد مماته. والولد الصالح سبب من أسباب تجدد الثواب واستمراره للأبوين بعد وفاتهما، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: )إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له(. فالذرية الصالحة نعمة عظيمة من الله على عبده، أما الذرية الفاسدة فهي بلاء شديد وحسرة مؤلمة، وفتنة ليست هينة لأهله ولأمته.
المراجع: كتاب: (آداب الحياة الزوجية في ضوء الكتاب والسنة) الشيخ خالد عبد الرحمن العك. كتاب: (تربية الطفل بالإسلام – أطوارها - وآثارها – وثمارها) عبد السلام عطوة الفندي.