بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ، أما بعد :
فهذه نبذة مختصرة عن أعمال مناسك العمرة ، إلي القارئ بيان ذلك :
· إذا وصل
من يريد العمرة إلي الميقات استحب له أن يغتسل ويتنظف ، وهكذا تفعل المرأة
ولو كانت حائضاً أو نفساء ، غير أنها لا تطوف بالبيت حتي تطهر وتغتسل .
ويتطلب الرجل في بدنه دون ملابس إحرامه . فإن لم يتيسر الاغتسال في
الميقات فلا حرج ، ويستحب أن يغتسل إذا وصل مكة قبل الطواف إذا تيسر ذلك .
· يتجرد الرجل من جميع الملابس المخيطة ، ويلبس إزارا ورداء ، ويستحب أن
يكونا أبيضين نظيفين ، ويكشف رأسه . أما المرأة فتحرم في ملابسها العادية
التي ليس فيها زينة ولا شهرة .
· ثم ينوى الدخول في النسك بقلبه ، ويتلفظ بلسانه
· قائلاً : ( لبيك عمرة ) أو ( اللهم لبيك عمرة ) ، وإن خاف المحرم ألا
يتمكن من أداء نسكه ؛ لكونه مريضاً أو خائفاً من عدو ونحوه ، شرع له أن
يشترط عند إحرامه فيقول : ( فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ) لحديث
ضباعة بنت الزبير رضي الله عنها أنها قالت : يارسول الله ، إني أريد الحج
وأنا شاكية ، فقال r : " حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني " [ متفق علي
صحته ] ، ثم شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك " ،
ويكثر من هذه التلبية ، ومن ذكر الله سبحانه ودعائه ، فإذا وصل إلي المسجد
الحرام سن له تقديم رجله اليمني ويقول : " بسم الله والصلاة والسلام علي
رسول الله ، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان
الرجيم ، اللهم افتح لي أبواب رحمتك " . كسائر المساجد ، ثم يشتغل
بالتلبية حتي يصل إلي الكعبة .
· فإذا وصل إلي الكعبة قطع التلبية ، ثم قصد الحجر الأسود واستقبله ، ثم
يستلمه بيمينه ويقبله إن تيسر ذلك ولا يؤدي الناس بالمزاحمة ، ويقول عند
استلامه : " بسم الله والله أكبر " أو يقول : " الله أكبر " ، فإن شق
التقبيل استلمه بيده أو بعصاً أو نحوها وقبل ما استلمه به ، فإن شق
استلامه أشار إليه وقال : " الله أكبر " ، ولا يقبل ما يشير به . ويشترط
لصحة الطواف : أن يكون الطائف علي طهارة من الحدث الأصغر والأكبر؛ لأن
الطواف مثل الصلاة مثل الصلاة غير أنه رخص فيه في الكلام .
· يجعل البيت عن يساره ، ويطوف به سبعة أشواط ، وإذا حاذي الركن اليماني
استلمه بيمينه إن تيسر ، ويقول : " بسم الله والله أكبر " ، ولا يقبله ،
فإن شق عليه استلامه تركه ومضي في طوافه ، ولا يشير إليه ولا يكبر ؛ لأن
ذلك لم ينقل عن النبي r . أما الحجر الأسود فكلما حاذاه استلمه وقبله
وكبر – كما ذكرنا سابقاً – وإلا أشار إليه وكبر . ويستحب الرمل – وهو :
الإسراع في المشي مع تقارب الخطا –في جميع الثلاثة الأشواط الأولي من طواف
القدوم للرجل خاصة .
· كما يستحب للرجل أن يضطبع في طواف القدوم في جميع الأشواط ، والاضطباع :
أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه الأيمن وطريفه علي عاتقه الأيسر . ويستحب
الإكثار من الذكر والدعاء بما تيسر في جميع الأشواط . وليس في الطواف دعاء
مخصوص ولا ذكر مخصوص ، بل يدعو ويذكر الله بما تيسر من الأذكار والأدعية ،
ويقول بين الركنين } ربنا ءانتا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب
النار ~ { في كل شوط ؛ لأن ذلك ثابت عن النبي r . ويختم الشوط السابع
باستلام الحجر الأسود وتقبيله إن تيسر ، أو الإشارة إليه مع التكبير حسب
التفصيل المذكور آنفاً وبعد فراغة من هذا الطواف يرتدي بردائه فيجعله علي
كتفيه وطرفيه علي صدوره .
· ثم يصلي ركعتين خلف المقام إن تيسر ، فإن لم يتمكن من ذلك صلاهما في أي
موضع من المسجد . يقرأ فيهما بعد الفاتحة } قل يأيها الكفرون { في الركعة
الولي ، و: } قل هو الله أحد { في الركعة الثانية ، هذا هو الإفضل ،
وإن قرأ بغيرهما فلا بأس . ثم بعد أن يسلم من الركعتين يقصد الحجر السود
فيستلمه بيمينه إن تيسر ذلك .
· ثم يخرج إلي الصفا فيرقاه أو يقف عنده ، والرقي أفضل إن تيسر ، ويقرأ
عند بدء الشوط الأول قوله تعالي : } ` إن الصفا والمروة من شعائر الله
فمن حج البيت أو أعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فإن
الله شاكر عليم ` { . ويستحب أن يستقبل القبلة علي الصفا ، ويحمد الله
ويكبره ، ويقول : " لا إله إلا الله ، والله أكبر ، لا إله إلا الله وحده
لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير . لا إله إلا الله
وحده ، وأنجز وعده ونصر عبده ، وهزم الحزاب وحده " ، ثم يدعو بما تيسر ،
رافعاً يديه ، ويكرر هذا الذكر والدعاء ( ثلاث مرات ) . ثم ينزل فيمشي إلي
المروة حتي يصل إلي العلم الول فيسرع الرجل في المشي إلي أن يصل إلي العلم
الثاني . أما المرأة فلا يشرع لها الإسراع ؛ لأنها عورة ، ثم يمشي فيرقي
المروة أو يقف عندها ، والرقي أفضل إن تيسر ، ويقول ويفعل علي المروة كما
قال وفعل علي الصفا ، ما عدا قراءة الآية المذكورة ، فهذا إنما يشرع عند
الصعود إلي الصفا في الشوط الأول فقط ؛ تأسياً بالنبي r ، ثم ينزل فيمشي
في موضع مشيه ، ويسرع في موضع الإسراع حتي يصل إلي الصفا ، يفعل ذلك سبع
مرات ؛ ذهابه شوط ورجوعه شوط . وإن سعي راكباً فلا حرج ولا سيما عند
الحاجة . ويستحب أن يكثر في سعيه من الذكر والدعاء بما تيسر ، وأن يكون
متطهراً من الحدث الأكبر والأصغر ، ولو سعي علي غير طهارة أجزأه ذلك .
· فإذا كمل السعي يحلق الرجل رأسه أو يقصره ، والحلق أفضل . وإذا كان
قدومه مكة قربياً من وقت الحج فالتقصير في حقه أفضل ؛ ليحلق بقية رأسه في
الحج . أما المرأة فتجمع شعرها وتأخذ منه قدر أنمله فأقل . فإذا فعل
المحرم ما ذكر فقد تمت عمرته – والحمد لله – وحل له كل شيء حرم عليه
بالإحرام .
وفقنا الله وسائر إخواننا المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه ، وتقبل من
الجميع ، إنه سبحانه جواد كريم . وصلي الله وسلم علي عبده ورسوله نبينا
محمد وعلي آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلي يوم الدين .
الموضوع الأصلي :
صفة العمرة الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|