أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
فإن قيل: كيف يقال بركنية هذه الأركان الثلاثة، ولم يكن هناك أمر إلهي صريح بفعلها؟.
فالجواب: إن الحج عبادة قديمة فرضها الله على إمام الحنفاء إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام، وعلى أتباع الحنيفية السمحة، وبقيت مفروضة في الحنفاء- ولو أنها تغيرت بعض شعائرها بما طرأ على العرب من الوثنية والشرك- حتى جاء الإسلام، فأقرها وأقر أركانها الأربعة، فلم تكن هناك حاجة إلى الأمر بشيء مأمور به معروف عند القائمين به، ولعل تخصيص ركن الطواف بأمر خاص في الإسلام ، إنما كان لبيان الترتيب بين الوقوف والطواف فقط، فإنه قد يتوهم أن طواف القدوم كاف في الحج كما هو كاف في العمرة، فجاء التنصيص على عدم الاستجزاء به، وأنه لا بد من زيارة بيت الله بعد حضور عرفات كمشهد دعا إليه رب البيت، ليتجلى فيه على وفوده بأنواع من الإفضال والإحسان، وهذا معقول جدا، فإن مما يدل على كرم المزار أن يعود وفوده إلى بيته بعد حضورهم ما أقام لهم من مشهد خاص لأجل إنعامهم وتكريمهم فيه.
ومن هنا تأكد طواف الإفاضة، وسمي بطواف الزيارة لما أشرنا إليه من زيارة بيت الله بعد مشهد عرفات تأكيدا لكرم الله وحفاوته بضيوفه وإعلامه بحاجة الزائرين وعدم استغنائهم عمن وفدوا إليه.
فإنما رفع به ما توهمه بعض المسلمين من إثم يلحق الساعي بينهما لما كان موجودا على الصفا والمروة من صنم يدعى إساف، وآخر على المروة يسمى نائلة فصرح بأنه لا حرج على من حج البيت أو اعتمر أن يطوف بهما، لأن وجود الصنمين عارض، والسعي عبادة قديمة من عهد إبراهيم وإسماعيل، فلم يترك الفرض لشبهة عارضة، فلم تعد الآية إذا كونها رافعة لحرج متوهم، أما كون السعي مفروضا هذا معروف من أصل العبادة المتواتر العمل بها من عهد تشريعها الأول عهد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
المبيت بمنى ثلاث ليال، أو ليلتين لمن تعجل، وهن ليلة الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، أو ليلتا الحادي عشر، والثاني عشر للمتعجل.
6-
رمي الجمرات الثلاث بعد زوال كل يوم من أيام التشريق الثلاثة، أو الاثنين للمتعجل. وأدلة هذه الواجبات فعله صلى الله عليه وسلم وقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قول: الله أكبر مع كل حصاة، وقول: اللهم اجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا.
18-
الوقوف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى والثانية دون الثالثة، فلا دعاء يستحب عندها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرميها وينصرف فلا يدعو عندها.
19-
رمي جمرة العقبة من بطن الوادي مستقبلا لها جاعلا البيت عن يساره ومنى عن يمينه.
وكيفية الوقوف بعرفة هي: إنه إذا كان يوم التروية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثامن ذي الحجة أحرم بنية الحج من لم يكن محرما كالمتمتع، إن شاء أحرم من منزله وإن شاء أحرم من المسجد الحرام وخرج ملبيا قاصدا منى ضحى ليقيم بها يومه وليلته فيصلي خمس أوقات بها وهي: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والصبح، حتى إذا طلعت الشمس قصد نمرة بطريق ضب فيقيم بها إلى الزوال، ثم يغتسل ويأتي مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببطن عرفة عند حدود عرفات فيصلي مع الإمام الظهر و العصر جمعا وقصرا بعد سماع الخطبة، فإذا قضيت الصلاة ذهب إلى عرفات للوقوف بها، وله أن يقف في أي جزء منها شاء لقوله صلى الله عليه وسلم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وإن وقف عند الصخرات العظيمة المفروشة في جبل الرحمة حيث وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسن، وله أن يقف راكبا أو راجلا أو قاعدا يذكر الله تعالى ويدعوه، ويبتهل إليه ويتضرع، حتى إذا غربت الشمس ودخل جزء من الليل يسير كخمس دقائق فأكثر أفاض منها (أي عرفات) في سكينة ملبيا إلى مزدلفة على طريق المأزمين فينزل بها، وقبل أن يضع رحله يصلي المغرب، ثم يضع رحله ويصلي العشاء لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك، ويبيت بها حتى إذا طلع الفجر صلى الصبح وقصد المشعر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحرام وهو جبل قزح ليقف عنده مهللا مكبرا داعيا، وله أن يقف في أي مكان من مزدلفة لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حتى إذا أسفر الصبح وقبل طلوع الشمس التقط سبع حصيات ليرمي بها جمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] العقبة، ودفع إلى منى ملبيا، وإذا وصل محسرا حرك دابته وأسرع في سيره قدر رمية حجر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك (كما في مسلم)، ولما يصل إلى منى، يذهب رأسا إلى جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات يرفع يده اليمنى حال الرمي قائلا: الله أكبر، وإن زاد: اللهم اجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا فحسن، وبعد الفراغ من الرمي يعمد إلى هديه إن كان معه هدي فيذبحه أو ينحره أو ينيب من يقوم عنه في ذلك إن كان عاجزا، وله أن يذبح أو ينحر في أي مكان شاء من منى لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ثم يحلق شعر رأسه أو يقصره والحلق أفضل وأولى من التقصير إلا المرأة فواجبها التقصير فقط.
وإلى هنا فقد تحلل التحلل الأصغر فلم يبق محرما عليه إلا النساء لقوله صلى الله عليه وسلم : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فله أن يغطي رأسه أو يلبس ثيابه، ثم يسير إلى مكة المكرمة ليطوف طواف الزيارة الذي هو أحد أركان الحج الأربعة، فإذا وصل البيت طاف به سبعة أشواط لا يضطبع فيها ولا يرمل حتى إذا فرغ صلى ركعتي الطواف خلف المقام، ثم إن كان مفردا أو قارنا ولم يسع مع طواف القدوم، أو كان متمتعا فإنه يخرج من باب الصفا إلى المسعى فيسعى سبعة أشواط لحجه على النحو الذي تقدم في كيفية السعي.
فإذا فرغ من سعيه فقد تحلل التحلل الأكبر وأصبح حلالا يفعل كل ما كان محظورا عليه كالطيب والنساء وغيرها من ممنوعات الإحرام، ثم يعود إلى منى من يومه فيبيت بها، وإذا زالت الشمس من أول يوم من أيام التشريق (الأيام الثلاثة التي بعد يوم النحر) يذهب إلى الجمرات فيرمي الجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات واحدة بعد الأخرى مكبرا مع كل حصاة، ولما يفرغ يتنحى قليلا ويستقبل القبلة ويدعو طويلا بما يفتح الله عليه، ثم يسير إلى الجمرة الوسطى وهي التي بعد الأولى وقبل جمرة العقبة فيرميها كما رمى الأولى ويدعو إثر الرمي كما صنع في الأولى، ثم يصير إلى جمرة العقبة وهي الأخيرة فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ولا يدعو بعدها كما دعا بعد الأولى والثانية، بل ينصرف بمجرد الرمي، وإذا زالت الشمس من اليوم الثاني قصد أيضا الجمرات فرماهن على. النحو الذي سبق سواء بسواء، ثم إن تعجل الخروج من منى سار منها قبل غروب الشمس إلى مكة، وإن لم يتعجل وبات تلك الليلة بمنى فإنه ينتظر زوال الشمس من اليوم الثالث فيرمي الجمرات الثلاث كما سبق في اليومين السابقين، ثم يرجع إلى مكة وإن نزل بالمحصب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبات به حتى إذا بقي جزء من الليل دخل مكة فحسن، وإن لم ينزل به دخل مكة رأسا فطاف طواف الوداع إن عزم على السفر، أو انتظر ساعة عزمه على السفر فيطوف طواف الوداع ليكون آخر عهده بالبيت الطواف به، وتلك هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعين للأمة دعاء خاصا بعرفات أو بالمشعر الحرام، ولا بأي منسك من المناسك، وإنما ترك الأمر مطلقا يدعو كل حاج أو معتمر بما هو في حاجة إليه من حوائج الدنيا والآخرة، وليجتهد في الدعاء كل بقدر استعداده وما وهبه الله وفتح به عليه.
ولما كان الدعاء هو العبادة ومخها، وكان في هذه الأماكن مرغبا فيه، ولما كنت أرغب أن يكون هذا الكتاب جامعا لكل ما يحتاج إليه الحاج مما يتعلق بأداء هذه الفريضة العظمى. وإلى جانب ذلك أرى كثيرا من إخواني الحجاج يرغبون في حفظ الأدعية المأثورة، ويتناقلونها ليدعوا بها، سواء منهم من يظن أن ذلك واجب لا بد منه كالعوام، أو من يرى أن الدعاء مستحب، وأن ما كان منه جامعا كالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل كبعض أهل العلم، فإني بناء على كل ما ذكر أوردت عقب كل موطن من المواطن التي فيها الدعاء طرفا من الأدعية التي أراها جامعة لخيري الدنيا والآخرة مما جمعه أهل العلم، ومما يستأنس به فيها وإن أغلبها من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يقولها غير مقيدة بزمان ومكان وهذا ما اخترته ليوم عرفة:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
اللهم اجعل في بصري نورا، وفي سمعي نورا، واجعلني ممن تباهي بهم الملائكة.. اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري.. اللهم رب لك الحمد كما تقول، وخيرا مما نقول، لك صلاتي ونسكي، ومحياي ومماتي، وإليك مآبي.
اللهم إني أعوذ بك من وسواس الصدر، وشتات الأمر، وعذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات.
اللهم أهدني بالهدى، واغفر لي في الآخرة والأولى، يا خير مقصود، وأكرم مسؤول. اللهم يا رفيع الدرجات، وفاطر الأرض والسموات، لقد ضجت إليك الأصوات بصنوف اللغات يسألك بها أصحابها الحاجات، وحاجتي إليك اللهم ألا تنسني برحمتك في دار البلاء إذا نسيني أهل الدنيا.
اللهم إنك تسمع كلامي، وتري مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أسألك مسألة المسكين، فلا تجعلني بدعائك رب شقيا، وكن بي رؤوفا رحيما يا خير مسؤول، وأكرم مأمول. اللهم يا الله يا رب إليك خرجنا، وبفنائك أنخنا، ولإحسانك تعرضنا، ومن عذابك أشفقنا، وإليك بذنوبنا هربنا، يا من يملك حوائج السائلين، فاجعل حجنا مبرورا، وسعينا مشكورا، وذنبنا مغفورا، ارزقنا رضاك، ولا تحرمنا إحسانك، وكن لنا وليا، وبنا حفيا، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم إن كان لكل ضيف قرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ونحن أضيافك، فاجعل قرانا منك الجنة والفوز برضاك.
اللهم يا أرحم الراحمين، ويا رب العالمين، لا تجعل هذا آخر عهدنا من هذا الموقف، وارزقنا ما أحييتنا، وردنا إلى أهلينا سالمين، واغفر لنا وارحمنا وارزقنا وتجاوز عنا، وارحم واغفر لعامة المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وصل اللهم وسلم على عبدك ونبيك ورسولك سيدنا محمد وآله وصحبه وأزواجه، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وهذه لمزدلفة:
اللهم إني أسألك في هذا الجمع أن تجمع لي جوامع الخير كله، وأن تصلح لي شأني كله، وأن تصرف عني السوء كله، فإنه لا يقدر على ذلك غيرك، ولا يجود به إلا أنت، يا قوي يا متين يا رءوف يا رحيم.
اللهم آت نفسي هداها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إن هذه مزدلفة، وقد جمعت فيها ألسنة مختلفة، تسألك حوائج متنوعة مختلفة، اللهم فاجعلني ممن دعاك فاستجبت له، وممن توكل عليك فكفيته، وممن استجار بك من العذاب والخزي فأجرته. اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من الفقر، وعذاب القبر.
اللهم إني أسألك أن تقضي عني المغرم، وأن ترضي عني الخصوم والمظالم يا أرحم الراحمين، يا رب العالمين، وصل اللهم على نبيك ورسولك محمد وآله وصحبه أجمعين