[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أما بعد:
فإن
هذا الدين كما أنه كامل بإكمال الله له، فهو شامل لجميع مناحي الحياة، فلا
يوجد تصرف إلا وللدين فيه حكم، فالدين لا يُحصَر في جانب دون جانب ولا في
زاوية دون أخرى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) ومع
ذلك فالدين إنما جاء لسعادة البشر ونفي الشر عنهم والضر، فالدين قد جاء
بعبادة محكمة وجاء بصفات حميدة وأخلاق جليلة ومن هذه الأخلاق والصفات صفة
التعاون، فالإنسان مدني بطبعه لابد له من الاجتماع، وهذا الاجتماع لابد
فيه من إعانة الأفراد بعضهم لبعض فإذا كانت هذه الإعانة على الخير
ولمصلحةِ المُعان ولوجه الله كان أجرها عظيماً، وهو محبة الله عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال :قال رجل يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي
الأعمال أحب إلى الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((أحب الناس إلى الله
أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من
أن أعتكف في هذا المسجد شهرا )) رواه الطبراني وصححه الألباني . وقال صلى
الله عليه وسلم : ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) .
لهذه الأحاديث ولغيرها شمر المشمرون واجتهد الصادقون في مد يد العون لإخوانهم والسعي في خدمة المسلمين أينما كانوا .
أيها الإخوة:
ومن
الأمور التي يبرز فيها التعاون وخدمة المسلمين ما نعيشه هذه الأيام، أيام
الموسم العظيم والركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، فخدمة الحجاج شرف
وأي شرف، وأول من تشرف به إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل عليهما السلام،
حيث قال الله تعالى (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ).
والعرب
في الجاهلية كانوا يتنافسون في خدمة الحجاج، فقد كانت السقاية والرفادة في
قريش، سقاية الناس وإطعامهم الطعام في موسم الحج، بل إن النبي صلى الله
عليه وسلم تمنى أن يشترك مع قومه في خدمة الحجيج لكن خشي أن يعتقد الناس
أن ذلك من مناسك الحج فيغلبون بني عبد المطلب على سقايتهم، لذلك قال
(انزعوا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم نزعت معكم )
رواه مسلم.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص لعمه العباس أن يبيت
في مكة أيام التشريق من أجل سقي الناس ماء زمزم، فكل ذلك يدل على عظمة شأن
خدمة حجاج بيت الله الحرام .
ونحن في دولة - ولله الحمد - قد ارتضى ولي
الأمر لنفسه اسماً يحمل هذه الصفة خدمة الحرمين الشريفين، فأنفق وبسخاء
على عمارة الحرمين وتسهيل الطرق وتوفير الأمن .
فحري أن يقتدي رجل
الأمن بولي أمره ويقدّم ما يستطيع من خدمة ومعونة لحجاج بيت الله فأنت
ياأخي رجل الأمن في دولة هي محط أنظار المسلمين ومهوى أفئدتهم .
فبعض
المسلمين يحرم نفسه لذة الأكل ويقتطع من قيمة حاجاته اليومية لمدة سنوات
ليجمع مبلغا يعينه على السفر إلى الحج لتطأ قدمه أرض هذه البلاد .
لذلك
كان لزاما أن نذكر الصفات الواجب على رجل الأمن أن يتحلى بها لكي يقوم
بالدور المنوط به خير قيام، ولكي يُظهِر صورة بلده بالمظهر الحسن .
1-
عليك يا أخي أن تستحضر النية الصالحة في عملك وأنت ترشد الضال وتعين
الضعيف وتسهر لخدمة الحجيج فإن هذا من خير الأعمال، قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار يوم القيامة، عين بكت من خشية الله
وعين باتت تحرس في سبيل الله ) وقال (من مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها
له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ) رواه الطبراني
2-
أنت يا أخي رجل الأمن في مكان فاضل وأشهر فاضلة وعمل فاضل فهي فرصة لتضاعف
حسناتك فقد دلت الأدلة على أن الحسنات تضاعف في المكان والزمان الفاضلين ،
وبالمقابل فكذلك يعظم الإثم فالله الله أن يقع منك ما ترى أنه معصية لله
تعالى فتنال الوزر من جهة فعلك للمعصية ومن جهة كونك قدوة لغيرك من الناس
فإياك والسب أو الكلام الفاحش أو الإيذاء فإن الله حرم إيذاء الحيوان
فضلاً عن إيذاء الإنسان أو التدخين أمام الناس، فإن هذا مما يكرهه الله
قال صلى الله عليه وسلم (أبغض الناس إلى الله ثلاثة (وذكر منهم ) وملحد في
أرض الحرم ) رواه البخاري
قال ابن حجر :وظاهر الحديث أن فعل الصغيرة في الحرم أشد من فعل الكبيرة في غيره فالمسألة خطيرة.
3-
لا يشك إنسان أن ما تقوم به يا أخي من عمل هو عمل ليس بالسهل ولا يقوى
عليه إلا الأشداء من الرجال فأنت قد تواجه متاعب ومصاعب ومواقف شديدة لذلك
أوصيك يا أخي بالصبر الجميل ولعل ما يعينك عليك هو تذكر الأجر المترتب على
عملك كما تقدم، ولعل مما يعينك أيضا تتذكر أنك لست في الميدان وحدك فهناك
من يقاسي مثل ما تقاسيه أنت وربما أكثر وتذكر أنك بفعلك هذا تتعبد الله
تعالى بطاعتك لمن ولاه الله أمرك .
قال تعالى (إنما يوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب )، وقال صلى الله عليه وسلم ( من أطاعني فقد أطاع الله
ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد
عصاني ) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة .
4-
ي اأخي رجل الأمن عليك وأنت تتحلى بالصبر أن ترتقي إلى منزلة أعلى وأسمى
وهي أن تكون ذا أخلاق عالية وقدوة صالحة قال صلى الله عليه وسلم (إنكم لا
تسعون الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) رواه الحاكم.
فارسم الابتسامة على محياك وابذل النصيحة وعلم الجاهل وأرشد التائه وعود
لسانك على الكلمة الطيبة والدعوة الصادقة فأنت في نظر كثير ممن يطأ أرض
الحرمين لأول مرة حفيد الصحابة والتابعين لأنك نشأت في أرضهم وبجوار
الكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة ، فكن خير خلف لخير سلف .
5-
أنت يا أخي في مكان سوف ترى من آلاف القادمين جهلا كبيرا وعدم معرفة
وتساؤلا طويلا فاحلم ولا تغضب ولا تقابل الجهل بالجهل والإساءة بالإساءة
ولكن عليك بقول الله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين )
فهاهم وفود الرحمن قد قطعوا الفيافي والقفار وأقبلوا من كل حدب وصوب وما نؤمله أكبر وأكثر مما ذكرناه.
أسأل
الله أن يمدكم بعون منه وتوفيق وأن يسهل لكم عملكم وأن يفتح على قلوبكم
وأيديكم و أن ينفع بكم عباده المؤمنين من الحجاج والزائرين وأن يكتب أجر
ذلك لكم وأن يخلفكم في أهلكم بخير وأن يردكم سالمين غانمين وأن يجزي كل من
أسهم في خدمة ضيوف الرحمن خير الجزاء وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]