الأغذية المعدلة (وراثيا)...الاغذية
المعدلة هي الأغذية التي تم تطويرها من خلال علم التقنية الحيوية والتي
تعتمد على عملية دمج او اتحاد الحمض النووي دي إن إيه ( حيث يمكن فصل اي
موروث اوجين ) من اي كائن حي ووضعه في كائن اخر ومنها المحاصيل ، وهذه
العملية تسمى نقل الجينات ( المورثات ) او عملية التعديل ( التغير )
الوراثي وهنا تسمى المحاصيل المعدلة وراثيا والغذاء المستخرج منها
بالاغذية المعدلة جينيا .
إن التعديل الجيني والتعديل
الوراثي هما مصطلحان متردافان لمفهوم واحد ، حيث ان العوامل الوراثية تكون
محملة على الجينات داخل الخلايا الحية ، وعليه فان الاغذية المعدلة جينيا
هي الاغذية التي يكون احد مكوناتها البيولوجية قد تم انتاجه باستخدام
التقنيات الحديثة للتكنولوجيا البيولوجية ( استخدام تطبيقات علم التقنية
الحيوية في الانتاج ) والمقصود بالتعديل الوراثي هو نقل الجينات ذات
المواصفات المرغوبة من كائن لاخر بهدف تحسين الجودة او زيادة الانتاج او
مكافحة الامراض والافات.
جميع الكائنات الحية تحتوي على جينات في
حمضها النووي الريبوزي المنزوع الأكسجين (DNA ) . وهذه الجينات عبارة عن
تعليمات كيميائية لبناء وحفظ الحياة العلماء لهم القدرة على تغيير خصائص
الكائن عن طريق تعديل الجينات. يتم تعزيز وزيادة حجم العضلة وزيادة قدرة
النبات وحيوانات المزرعة على مقاومة الأمراض وذلك عن طريق تعديل الجينات .
الهندسة الجينية تتمتع بهذه الاحتمالات . ولكن تكنولوجيا الجينات ما زالت
في بداية التطور . نسبة قليلة جدا من المحاصيل الغذائية عدلت جينيا
باستخدام التكنولوجيا الحديثة . لا يوجد في العالم حتى الآن محاصيل معدلة
جينيا يتم زراعتها تجاريا باستخدام جينات منقولة من الحيوانات أو البشر.
البعض سيجادل بأن هذه التكنولوجيا غير طبيعية . والبعض سيشير إلى
الاشتراكات بين الأنواع - من البق والدود إلى القرود والبشر – وهذا على
أساس أننا نحمل نفس الجينات.
نظرة مهندسو الجينات وعلماء الهندسة الوراثية
يقول
مهندسو الجينات بأنه لا يوجد أي دليل على وجود غذاء معدل جينياً في
المحلات تسبب في تأثيرات مرضية ، ويعتمدون على نقطة توجد لدى جميع الأغذية
المصنعة بعيداً عن التعديل الجيني وهي أن جميع المكونات الأساسية تمت
معالجتها للتخلص من المواد السامة أو الغير مرغوب فيها، وهذا ما يوجه
الغذاء المعدل جينياً ليكون آمناً أكثر من الغذاء المصنع.
-إن
التعديل الجيني يمكن أن يسبب ظهور أنواع جديدة من الحساسية ، وكذلك
التهجين التقليدي للنباتات يمكن أن يتسبب في المثل، هكذا يقول مهندسو
الجينات ولكن التقنية الجديدة يمكن أن تمنح إمكانية تعديل المشكلة بعيداً
عن الغذاء.
-إن استخدام الــ DNA من الفيروسات والبكتيريا التي في
النباتات يشكل القليل من الخطورة تحديداً لأننا لسنا نباتات . القرنبيط أو
الزهرة ( Cauliflowers ) تتغذى طبيعياً بفيروس يستخدم بكثرة في المختبرات
لأغراض التعديل الجيني والكثير يأكلون الملايين من الخضار بدون شكوى من أي
أعراض صحية . بالإضافة إلى ذلك فإن التعديل الجيني يمكننا من تطوير الطعم
، القوام والشكل ، فترة الصلاحية وكذلك القيمة الغذائية ، وبإمكاننا زيادة
مقدار الفيتامينات في الخضراوات والفواكه / إدخال مضادات السرطنة والتقليل
من الدهنيات المضرة للصحة .
يدافع المهندسون الحيويين أيضاً بأن
تكنولوجيا التعديل الجيني سوف تتطلب كيماويات قليلة لها سمية قليلة ولها
القدرة على التحلل السريع والبقاء في التربة عوضاً عن انتقالها إلى مجاري
الأنهار . وفوق ذلك لها القدرة على إنتاج محصول وفير , وهذا بدوره يقلل
الضغط على المساحات المزروعة الغير محدودة . ويعمل العلماء على دراسة
إمكانية تعديل النباتات لتنتج بلاستيك ووقود غير ضار للبيئة عوضاً عن
المنتجات التي تعتمد على مشتقات النفط.
لا شك أن هذا "الاختراع" الجيني
يعد بارقة أمل ونقطة تحول كبيرة في سبيل مكافحة ظواهر الفقر وسوء التغذية
والجوع التي تودي بحياة الملايين سنويا ، فقد ظهرمؤخرا العديد من
الاكتشافات التي تحمل في طياتها آمالا مشرقة تبرز بعض الآثار الإيجابية
للنباتات والحيوانات المعدلة جينيا على النظم البيئية والحياة الإنسانية،
كنجاح فريق علمي أميركي في تحوير نبات الخردل الهندي جينيا من أجل تنقية
التربة الزراعية من أحد أخطر العناصر المعدنية السامة وهو عنصر السيلنيوم
الذي يتسبب في إصابة الإنسان بالسرطان وأمراض أخرى.
ولم تقف
إنجازات الهندسة الوراثية عند حد المساهمة في التخلص من السموم وملوثات
التربة، بل أمتد الأمر لأوجه أخرى عديدة منها المساهمة في القضاء على
واحدة من أكبر المشكلات البيئية التي تواجه العالم ألا وهي مشكلة التصحر
حيث يمكن بواسطة تلك النباتات إعادة زراعة أو تشجير ملايين الأفدنة من
الأراضي القاحلة التي أتى عليها الجفاف أو التصحر.
وليست هذه الأمثلة
في الواقع إلابعض من إنجازات وفضائل عديدة لا يمكن إنكارها على الهندسة
الوراثية ومنتجاتها، لكن هذا على أي حال لا ينفض كامل الغبار عن باقي
المنتجات المعدلة وراثياً، فقد يقولون غدا أنه يمكن أن نحصل على
الفيتامينات والعناصر الضرورية التي نريدها في فاكهة أو ثمرة واحدة هي
التفاحة العجيبة ...!
النظرة المتخوفة للنقاد ومنظمات حماية البيئة والإنسان
هناك مخاوف وشكوك متزايدة تتعلق بجدوى استقدام كثير من النباتات والحيوانات المعدلة جينياً تتجلى في عدة نقاط ومن أكثر من وجهة نظر :
1-
ضيق المعرفة العلمية في هذا المجال : يحتج المعترضون والناقدون بأننا لا
نعلم عن الطريقة التي تعمل وتتفاعل بها الجينات بما فيه الكفاية لنضمن
نتيجة أي تعديل جيني ، ويخافون من أن يؤدي التعديل الجيني إلى وجود مواد
سامة أو مسببة للحساسية مثلا، والمعارضون للتعديل الجيني ينتقدون بشدة
استخدام الفيروسات والبكتيريا النباتية في التعديلات الجينية ويخشون من
احتمال أن تسبب أمراضاً جديدة قد لايمكن السيطرة عليها ، كما وعارضوا
استخدام الجينات المقاومة للمضادات الحيوية التي يستخدمها العلماء للتأكد
من نجاح التعديلات التي أدخلوها في النبات.
ويحتج المعارضون أيضاً على
أن الجينات المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تنتقل إلى الحيوانات
الدقيقة التي تسبب الأمراض وبالتالي نصبح غير قادرين على استخدام المضادات
الحيوية للقضاء على هذه الكائنات الدقيقة.
2-عدم اتباع المتطلبات
والاحتياطات اللازمة عند التطوير أو التعامل مع الكائن المعدل جينياً،
وأهمها ضمان التحكم في انتشار ذلك الكائن واتخاذ جميع التدابير لمنع تسربه
إلى البرية أو الحيلولة دون انتقال جيناته المعدلة لأنواع أخرى وهو ما
يعرف باسم التلوث الجيني.
وليس في هذا أدنى مزايدة، بل هو احتمال قائم
إذ أن هناك من الشواهد والأمثلة ما يشير إلى حدوثه فعلاً، منها ما حدث في
الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً عندما تم استزراع أحد أنواع البطاطس
المعدلة وراثيا القادرة على مقاومة نوعية معينة ضارة من الخنافس، لكن ما
حدث هو أن الضرر أمتد فعلا لنوعية ثانية من الخنافس تبين لاحقاً أنها ذات
فائدة حيوية ونفع لعدة محاصيل زراعية أخرى.
هذا ما ترتب على ظهور واحد
فقط من المنتجات المعدلة جينياً، ترى هل تم التأكد فعلاً من سلامة عشرات
المنتجات المعدلة الأخرى على البيئة المحيطة وعلى عناصرها؟. سؤال عويص أشك
أن لدى علماء الهندسة الوراثية إجابة حاسمة عليه بعد. ولا يعني هذا سوى
تزايد احتمالات تسرب عدد كبير من المنتجات المعدلة جينيا للأسواق أو
البرية دون القيام بدراسات كافية أو دون تمام التأكد من كونها آمنة أو
صحية بالنسبة للبيئة والإنسان.
3-الخوف المتزايد من الاستغلال
السيء للكائنات المعدلة جينيا وذلك من قبل فئة ضالة من العلماء أو
المستغلين، لأنه إذا كانت غالبية العلماء من الفئة الجادة والمخلصة التي
تحرص على اتباع الأصول العلمية وتلتزم بالأطر الأخلاقية والمهنية، فهناك
أيضاً، وإن كانت قلة، فئة أخرى لديها رغبة ملحة في الشهرة الذائعة وربما
الكسب السريع حتى ولو كان ذلك على حساب كل المعايير الأخلاقية المعروفة.
والحقيقة
أن هناك من المؤشرات والأمثلة السيئة ما يكفي لإثراء تلك المخاوف، وهي تدل
أولا وقبل أي شيء على مغالاة الإنسان ومزايدته في استخدام أو إنتاج نباتات
أو حيوانات مهندسة جينيا لا داعي لها ولا جدوى من استقدامها.
فما جدوى
إنتاج نوع مماثل من نجيلة الحدائق تشع ضوءا في الظلام أو سلالة جديدة من
الأرانب أو القطط الفسفورية المتوهجة. ما معني هذا وما مغزاه؟! لا شك أنه
عبث بيوتكنولوجي جامح وفوضى جينية منفلتة لا فائدة منها سوى تغذية سفه
الرفاهية المفرطة للإنسان ، وهذا عن العبث الجيني المعلن، لكن ماذا عن
المخفي؟، ماذا عن الملفات والأبحاث الخفية في مئات المعامل والمختبرات
السرية؟! ألا يمكن أن يقود هذا إلى ظهور كائنات ممسوخة ذات صفات تركيبية
شاذة وضارة؟ ثم ألا يمكن أن يقود هذا إلى كارثة بيئية تضر بالأرض والحياة
الإنسانية القائمة عليها؟.
4-اختلال النظام البيئي : تخشى الجماعات
المهتمة بالبيئة من أن الجينات المهندسة في المحاصيل قد تتمكن من الهروب
وأن تنقل إلى فصائل نباتية أخرى تؤثر بها تأثيراً سلبياً،وخصوصا الجينات
التي لها القدرة على مقاومة المبيدات الحشرية والنباتية، فهم يعتقدون أن
تسرب بعض الجينات يمكن أن ينتج ظهور بذور قوية (Superweeds ) واختفاء بعض
فصائل الحشرات والطيور وتحطيم السلسلة الغذائية . وهم يتهمون شركات
التكنولوجيا الحيوية بأنها تحاول أن تقيد علم الزراعة من خلال محاولة
إجبار المزارعين التعامل مع خيارات قليلة وشراء البذور المعدلة جينياً
والمواد الكيماوية المصاحبة لها
الاغذية
المعدلة هي الأغذية التي تم تطويرها من خلال علم التقنية الحيوية والتي
تعتمد على عملية دمج او اتحاد الحمض النووي دي إن إيه ( حيث يمكن فصل اي
موروث اوجين ) من اي كائن حي ووضعه في كائن اخر ومنها المحاصيل ، وهذه
العملية تسمى نقل الجينات ( المورثات ) او عملية التعديل ( التغير )
الوراثي وهنا تسمى المحاصيل المعدلة وراثيا والغذاء المستخرج منها
بالاغذية المعدلة جينيا .