[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من الطريف أن بعض الكلمات في لغتنا العربية تستعمل للتعبير عن أشياء متعددة ، من غير أن يكـون بين هذه الأشياء علاقة ظاهرة.
مثلا:
كلمة "العين" ، المعنى الشائع لها أنها عضو الإبصار لدى الكائن الحي. ومن
معانيهـا أيضا: الشمس ، وإنما سميت الشمس عينا لأنه من غير نورها لا تبصر
العين ، والعين ، هـو الحارس ، وهـو أيضـا الجاسوس ، لأن مهمته تعتمد على
العين ويقظتها.
وعين
الشيء : نفسـه، يقال : حضر فـلان عينه ، للإثبات والتأكيد. وعن الشيء أيضا
: خياره وأفضله وأغلى ما فيـه ، كما أن عين الإنسان أغلى حـواسه ، ولذلك
يقال لأشراف القوم أعيان.
والأب والأم ، كل منهما عين لابنه ، والجمع : أعيان ، ولذلك يقال للإخوة من الأبوين : بنو الأعيان.
*
ومما يؤثر عن العرب القدماء دقتهم في استعمال كل كلمة في موضعها الصحيح ،
بحيث تنفرد بمعناها ودلالتها ، فإذا ما تشابهت كلمتان وجب علينا أن نتحرى
الفرق الدقيق بينهما في المعنى وفي مجال الاستعمال. فهم يفرقون بين السامع
والمستمع.
فالمستمع هو المصغي للاستماع المتفرغ له ، أما السامع فهو الذي يطرأ عليه الكلام فيسمعه من غير قصد ولا تفرغ.
ويفرقون
بين الهم والغم ، فـالهم يكون لأمر يخشى المرء أن يقع ، أما الغم فيكون
لأمر قدر وقع فعلا. ويفرقون بين التمني والترجي ، فالتمني هو طلب ما يمكن
وقوعه وما لا يمكن ، أما الترجي فمقصور على طلب ما يمكن وقوعه فقط.