أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
تُرْجِعُ بعض المصادر الإسلامية أصل الكتابة العربية إلى نبيّ الله إسماعيل بن إبراهيم، عليهما الصلاة والسلام،
ومن المصادر ما يُرجع أصلها إلى الأنبار:
ذكر ابن خلّكان أول من كتب بالعربية، فقال : إسماعيل، عليه السلام. وقيل أول من كتب بالعربية من قريش "حرب بن أمية بن عبد شمس"، أخذها من بلاد الحيرة عن رجل يُقال له "أسلم بن سدرة"، وسأله : ممن اقتبسها، فقال : من واضعها، رجل يُقال له "مرامر بن مروة" وهو رجل من أهل الأنبار، فأصل الكتابة في العرب من الأنبار. وقال الهيثم بن عديّ : وكان لحِمْيَر كتابة يسمّونها المسند، وهي حروف متصلة غير منفصلة، وكانوا يمنعون العامة من تعلّمها. وجميع كتابات الناس تنتهي إلى اثنيْ عشر صنفاً، وهي : العربية -الحميرية-اليونانية-الفارسية-الرومانية-العبرانية-الرومية-القبطية-البربرية-الهندية-الأندلسية-الصينية. وقد اندثر كثير منها، وقلّ من يعرف شيئاً منها .
ومن الآراء ما ذهب إلى أنّ الخطّ العربي نشأ عن الكتابة الحميرية "المسند"، ومنها ما ذهب إلى أنّ الخط العربي تولَّد من الكتابة السريانية.
ولكنّ الدراسات العلمية الحديثة القائمة على مقارنة الأبجديات السامية الجنوبية بغيرها من الأبجديات الآرامية، بالاستناد إلى الكتابات التي اكتشفت حتى الآن، ترجّح أنّ الخط العربي مشتقّ من الخط النبطي، نسبة إلى الأنباط، الذين سكنوا المنطقة الأثرية المعروفة اليوم باسم البتراء Petra في الأردن، منذ القرن الثاني قبل الميلاد .
ولا يذكر فنّ الخط العربي إلاّ ويذكر معه أعلام الخطاطين الأوائل مثل الضحاك ابن عجلان، وإسحاق بن حماد، ومحمد بن مقلة، والحسن بن مقلة، وابن البواب البغدادي الذي قال فيه ابن كثير : >صاحب الخط المنسوب علي بن هلال أبو الحسن ابن البواب، صاحب أبي الحسين بن سمعون الواعظ، وقد أثنى على ابن البواب غير واحد في دينه وأمانته. وأما خطه وطريقته فيه، فأشهر من أن ننبه عليها، وخطه أوضح تعريباً من خط أبي عليّ بن مقلة، ولم يكن بعد ابن مقلة أكتب منه، وعلى طريقته الناس اليوم في سائر الأقاليم، إلا القليل. قال ابن الجوزي : توفي يوم السبت ثاني جمادى الآخرة 413 هـ.
وقال القنوجي، في أبجد العلوم : >علي بن هلال بن البواب البغدادي هو الذي لم يوجد في المتقدّمين ولا في المتأخرين من كتب مثله ولا قاربه، وإن كان أبو علي ابن مقلة أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين وأبرزها في هذه الصورة، ولكن ابن البواب هذب طريقته ونقحها وكساها بالحلاوة، وكان شيخه في الكتابة ابن أسد الكاتب البزار البغدادي.
يتبيّن مما تقدّم أنّ الاهتمام بالخط العربي والتفنن فيه قد تولّد عن تعلق المسلمين بالقرآن الكريم، ويذكر في هذا المقام مالك ابن دينار (ت.131هـ) الذي كان من كبار الزاهدين وكان يتعيّش من كتابة المصاحف ولم تكن له حرفة أخرى يعيش بها.