أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
دقق النظر في أفعال الفئة (أ) تجدها جميعاً مكتفية بفاعلها. ولا يجوز لك أن تضيف إليها مفعولاً به لأنها تعجزُ عن نصبه، ومثل هذه الأفعال تسمى باللازمة، أو القاصرة. انتقل بعد ذلك إلى أمثلة الفئة (ب) تجد أفعالها قد تجاوزت الفاعل، وتخطته إلى المفعول به فنصبته. وبالتأمل تراه مفعولاً واحداً. ولا يجوز أن تنصب سواه. فهذه تسمى الأفعالَ المتعديةَ إلى مفعول واحد.
وعندما تنتقل إلى الفئة (جـ) ترى أفعالها قد نصبت مفعولين اثنين. وأنك إذا ما استبعدت هذه الأفعال تستطيع أن تكوِّن من المفعولين جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر فتقول على الترتيب (الجو بارد – الشمس طالعة – الأمانة خُلُقٌ).
وبذلك تستطيع أن تقول: إن هذه الأفعال، وما شاكلها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر. وهي المعروفة لدى النحاة (بظن وأخواتها) ومنها: (زعمتُ، ووجدتُ، واتخذتُ، وجعلتُ الخ...)
انتقل بعد ذلك إلى أفعال الفئة (د) تجد أن كل واحد منها نصب مفعولين. لكنَّك لا تستطيع أن تُكوِّن منهما مبتدأ وخبراً على نحو ما مر في أفعال الفئة (جـ) ومن هنا تقول: إن هذه الأفعال، وما شاكلها تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، وهي المعروفة لدى النحاة بباب (كسا وألبس) وما شابه ذلك من نحو (منع ومنح وأعطى). وبذلك يتضح لك أن الأفعال التي تنصب مفعولين قسمان: ما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، وهو (ظن وأخواتها)، وما ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، وهو باب (كسا وألبس) ونحوهما.
انتقل بعد ذلك إلى أفعال الفئة (هـ) تجد أن أفعالها قد نصبت ثلاثة مفاعيل – وهذه الأفعال هي (أرى – أعلم – أنبأ- نبَّأ – خبرَّ – حدَّث- أخبر) وتعرف عند النحاة بباب: (أعلم وأرى) ففي استطاعتك أن تقول: أخبرت محمداً الامتحان قريباَ.
وكذلك في الباقي كما تقرأ في الأمثلة. لكنك عندما تتأمل بدقة في أفعال هذه الفئة تلمح أن المفعولين الثاني والثالث أصلهما المبتدأ والخبر. أي أنه يصح أن تقول على الترتيب – (الشمس ساطعة - الجو صحو - النتيجة طيبة). وبنظرة أدق تستطيع أن تحكم بأنَّ (أعلم وأرى) قد تَعَدَّيا إلى المفعول الثالث بواسطة الهمزة وأصلهما (علم ورأى) ففي (أعلمتُ عليا النبأ صحيحاً) أصله (علم عليُّ النبأ صحيحاً) فلما دخلت اَلهمزة صيرت الفاعل مفعولاً أول - وصيرت المفعولين الأول والثاني - ثانياَ وثالثاً - وهكذا الفعل (أرى) أصله (رأى) المتعدية لاثنين - فلما زيدت الهمزة جعلت متعدياًَ لثلاثة. وبهذه المناسبة نستطيع أن نقول لك: إن الثلاثي اللازم يمكن تعديته إلى مفعول واحد إما بإدخال الهمزة عليه - أو بتضعيف حرفه الثاني فتقول في (قعد علي) (أقعدتُ علياً) أو (قعَّدتُ عدياً) وفي نحو (جلس محمدٌ) (أجلست محمداً) أو (جلَّستُ محمداً) وفي نحو (فرح الحزين) (أفْرَحتُ الحزين) أو (فرَّحتُ الحزين). أما إذا كان الفعل متعدياً لمفعول واحد وألحقت به الهمزة أو التضعيف فإنه يتعدى لاثنين. وذلك نحو: (قرأ عليُّ الدرسَ) تقول: (أقرأتُ علياً الدرس) أو (قرَّأْتُ علياً الدرسَ) وإذا كان الفعلُ متعدياً لاثنين وأدخلتَ عليه الهمزة فإنه يصبح متعدياً لثلاثة كما مر في باب (أعلم وأرى).
الفعل إما لازم وهو: ما لا ينصب المفعول به - أو متعدٍّ وهو: ما ينصب المفعول به.
والمتعدي من الأفعال أقسام:
(1) ما ينصب مفعولاً به واحداً.
(2) ما ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر وهو (ظن وأخواتها) ومنها: (حسب وزعم وخال ووجد واتخذ وصير وجعل - وعَدَّ وحَجَا وهَبْ وتَعَلَّمْ بمعنى اعلم) وهي تفيد الرجحان، أو التصيير والتحويل.
(3) ما ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبرة وهو المعروف بباب (كسا وألبس) ومن أفعاله: (منح – منع – أعطى - سأل). وهذه كثيرة.
(4) ما ينصب ثلاثة مفاعيل. الثاني والثالث منهما أصلهما المبتدأ والخبر وهو المعروف عندهم بباب (أعلم وأرى) ومن أفعاله: (أََنبأََ ونبَّأ وأخبر وخبَّر وحدَّث) وقد سبق أن الفعلين الأولين أصلهما (علم ورأى) أدخلتْ عليهما همزة التعدية فعدَّتْهما إلى ثلاثة.
ملاحظة:
إذا أَردتَ تعديةَ اللازمِ فلك طريقان: إما أن تُدْخِلَ عليه همزة التعدية أو تُضعِّفَ حرفه ثانيه. كما أنك تستطيع بالهمز. والتضعيف أن تُصيّر المتعدي لواحد متعدياً لاثنين والمتعدي لاثنين متعدياً لثلاثة كما مر.