[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
استطاع
الخطاطون المغاربة عبر التاريخ تمثل الخط العربي وتذوق أشكاله مدمجين
ثقافتهم المحلية في إبداعاتهم الخطية، فطبعوه بروحهم وأغنوا أساليبه
بأشكال هندسية مبتكرة، وزخارف ذات خصوصيات فنية وتقنية متميزة، فتعددت
أنواعه؛ شأنه في ذلك شأن الخط العربي الشرقي؛ وأصبحت خمسة أنواع أساسية
تستوعب تشكيلات إبداعية أخرى محلية.
أ- الخط الكوفي المغربي
هو
خط هندسي بديع يتميز بخطوط مستقيمة وزوايا حادة، وهو الأصل الذي تطورت عنه
أنواع الخط المغربي الأخرى. وتوجد نماذج منه مكتوبة على القطع النقدية
القديمة، وعلى رق الغزال في المصاحف القديمة، وعلى منقوشات من الحجر على
أبواب المدن والقصبات، وعلى الجبص في المساجد والمدارس العتيقة وقبور
الملوك وأضرحة الأولياء.
ب- الخط المبسوط
عرف
بأحرفه الواطئة المبسوطة، ويتميز بالوضوح وسهولة القراءة، وهو أعلى مراتب
الخط المغربي، وأكثرها راحة للعين. ويستعمل في كتابة المصاحف، وكتب
الأدعية والصلوات، وكتبت به أهم المصاحف المطبوعة بالمطبعة الحجرية، ومصحف
الوراق والمصحف الحسني، والمصحف الحسني المسبع.
ج- الخط المجوهر
تمتاز
حروف الخط المجوهر بالصغر والتقارب، وتفرع هذا الخط عن خط المبسوط في حدود
القرن السادس الهجري، وهو الأكثر استعمالا في الحياة العامة، وخصوصا في
الرسائل والظهائر السلطانية وفي جل المؤلفات المخطوطة، ويستعمل في استنساخ
بعض الوثائق المهمة.
د- خط الثلث المغربي
اقتبس
خط الثلث المغربي من الثلث المشرقي، ويمتاز الثلث المغربي بليونته وانسياب
حروفه، وإمكانياته غير المحدودة في التشكيل، وفي تطويع صور الحروف تبعا
لمعايير جمالية وبصرية يقتضيها توزيع الفضاء، وأكثر ما يستعمل الثلث
المغربي للتزيين في الفنون المعمارية مثل زخرفة المساجد والأضرحة والمساجد
والمدارس العتيقة.
هـ- الخط المسند
يعرف
الخط المسند بالخط الزمامي وأيضا بخط العدول، وينحدر من الخط المجوهر،
وكان يستعمل في كتابة الوثائق العدلية والعقود، وهو خط سريع يستعمل في
التقاييد الشخصية، ولا يستعمل إلا نادرا في الكتب العلمية، ويعد من أصعب
الخطوط المغربية في القراءة.
وعلى
العموم ظلت الخطوط المغربية متألقة بقيمتها الحضارية والفنية الجمالية،
حيث تزخر الخزانات المغربية بمجموعة من المخطوطات والوثائق التي يتجاور
فيها المضمون الروحي الراقي والشكل الفني البديع يوجز ببلاغة وبيان سمو
الدين الإسلامي الحنيف ورقي القيم الحضارية والفنية التي تحفل بها بلاد
المغرب، نذكر منها على سبيل المثال: مخطوطة: "دلائل الخيرات ومشارق
الأنوار في الصلاة على النبي المختار" لمحمد ابن سليمان الجزولي ومخطوطة
"كتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض.
وقد
استثمر عدد من الفنانين التشكيليين، والحرفيين المغاربة مرونة الخطوط
المغربية وتنويعاتها الجميلة التي تتيح إمكانيات غير محدودة
للإبداع،ووظفوا الحرف العربي عنصرا من عناصر تشكيل لوحاتهم الفنية
ورسوماتهم وتزاويقهم ونقوشهم على الخشب والجبس والحجر المعادن،فخلفوا تحفا
فنية ستظل شاهدة على جمال الخط المغربي وقيمته الفنية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
<h4 align="center">
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته</h4>