|
|
| و عاد من بعيد ... الأمل .°¤°. | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
|
|
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | المدير العام | الرتبه: | | الصورة الرمزية | |
الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | |
| موضوع: و عاد من بعيد ... الأمل .°¤°. الجمعة أبريل 01, 2011 5:09 pm | |
| نزلت الحافلة و وضعت أول قدم لي في هذه المدينة التي لم أزرها قط في حياتي ، حاملاً معي حقيبتي و رسالة تعييني فأنا للتو قد تخرجت من مدرسة تكوين المعلمين و اليوم اعانق حلمي في التدريس مودعاً أيام دراسة تلتها أيام عصيبة من البطالة, استوقفت سيارة أجرة لتحملني إلى المدرسة التي عينت فيها, ودعت السائق و قصدت مكتب المدير طرقت الباب دق دق .. - تفضل - السلام عليكم سيدي المدير ... - و عليكم السلام يا ابني تفضل ... - شكراً, أنا جئت لأستلم وظيفتي كمعلم في مدرستكم المحترمة ، هذه رسالة تعييني ...- أجل يا ابني ، لكن فلنشرب أولا شيء ... - اسمحلي قليلاً خرج لبرهة ثم عاد و معه مشروبان و قطع حلوى ... تبادلنا أطراف الحديث حول المدينة و أحوالها ثم زودته بمعلوماتي الشخصية، قال لي أنه يمكنني مباشرة مهامى كمعلم إبتداءً من غد, دق الباب دقات خفيفة ...دق دق دق ... - تفضل ... فتح الباب و ... - السلام عليكم عذراً على الإزعاج أنت لست وحدك سيدي المدير... - و عليكم السلام تفضلي يا أسماء ... اه أنت هنا بشأن موضوع البارحة أبشري لقد وافقوا ... - شكراً سيدي المدير ... - أعرفكي ، المعلم الجديد ياسر ... - تشرفت بمعرفتك أخي ياسر ... - و أنا لي الشرف ... - لحسن حظك أن أسماء ستقوم بأخذك في جولة لتتعرف على أجنحة المدرسة ... - إلى اللقاء سيدي المدير ذهبت معها وعرفتني على المدرسة و في ذلك اليوم تعرفت على باقي المدرسين ، كان اليوم مثمراً بالنسبة لي و استبشرت خيراً و شرح صدري فالبداية تدعو للتفاؤل و زاد من ذلك عثوري على مسكن قريب من المدرسة, بدأت شيئاً فشيئاً أتأقلم مع العمل و ذلك بفضل تشجيع المدير و الأساتذة الذين وقفوا بجنبي بنصائحهم و اهتمامهم ... خصوصاً المدرسة أسماء التي تتتبع أحوالي و لا تبخل علي بالتوجيهات و النصائح و تسأل علي من وقت لأخر, عانيت خلال شهوري الأولى من ضائقة مالية ، فمصاريف الكراء و المأكل و باقي المستلزمات إضافة إلى الجزء الذى ابعث به إلى أمي و اخوتي اثقلت علي كثيراً, فلم أجد من حل غير البحث عن شخص اتشارك معه الشقة التي أكتريها, وجدت ضالتي في زميل لي يدعى كريم هو مدرس لغة عربية و مثلي غريب عن هذه المدينة ... وافق على الفور و غمرته فرحة و بهجة, قال لي : - أتعلم يا ياسر أنا منذ مدة و أنا أسكن لوحدي ، الوحدة قتلتني و هذه المدينة الصغيرة جميلة و هادئة لكن روتينها قاتل ...- أجل لقد أحست بهذا رغم صغر مدة تعييني وأنا يا كريم فرح بمعرفتك كأخ و صديق, مرت الأيام و الحال هو الحال ، من المدرسة إلى البيت و قليلاً ما يكسر هذا الروتين عطلة من العطل أسافر فيها لزيارة عائلتي ، استمتع كثيراً برؤية اخوتي و هم يكبرون وحضن أمي الذي اشتقت إليه لا أفارقه أبداً حتى تنتهي مدة الإجازة, كانت أمي تلمح لي بأنني يجب أن أتزوج و في يوم صارحتني :- ولدي ياسر أنت الأن ضمنت مستقبلك بإذن الله و لا شيء يقف أمامك ، فلما هذا التأخير يا ولدي ؟ هل ابحث لك عن زوجة ؟ ما رأيك في بنت ... - لا يا أمي لا تشغلي بالك بي فالعروس موجودة لكن الله يسهل في كل مرة ازور فيها عائلتي يدور هذا الحوار ، و في طريق عودتي قلت مع نفسي لما لا و مما أنا خائف ... في اليوم الموالي و قبل بدأ فصل الدراسة قصدت قاعة المعلمين، وقفت خلف الباب متردداً فإذا بصوت مرتفع يملأ القاعة ؛- كفى لقد كنت واضحة كفاية ...خرجت من أمامي مسرعة ثم تبعثها... - أسماء أسماء كنت ابحث عنكي ...- صباح الخير ياسر ...- صباح الخير، ما بالكي مسرعة هكذا ...- لا شيء يا ياسر ، لماذا كنت تبحث عني ...- اه كنت أريد أن أرى هل توافقين ...- أوافق على ماذا ...- أسماء هل يمكن أن أراكي مساء اليوم ...- أم.. أتعرف يا ياسر أنا مخنوقة هذه الأيام أظن انني محتاجة لشم هواء نقي فهذه فرصة لا تعوض بالنسبة لي ...- إذن أمر عليك في تمام السابعة مساءً يناسبكي هذا التوقيت ...- أجل ...- إلى اللقاء, عدت إلى المنزل سارحاً مع نفسي دخلت المطبخ ثم أحسست بثقل على كتفي ...- اه أنت هنا يا كريم ألم تذهب إلى المدرسة ...- لقد ذهبت لكني عدت فأنا لست بخير، لن أخفي عليك شيء ...- تفضل يا كريم ...- الحقيقة انني أحب مدرسة معنا في المدرسة صارحتها عدة مرات لكنها ترفض ، لا أعلم ماذا أفعل أحس أن حياتي ستنتهي بدونها ... تجمدت في مكاني جاحظ العينين،- من هي يا كريم؟ هل أعرفها ؟ ...- أجل انها المدرسة أسماء وانت أخر أمل لي ، أرجوك أن تحاول اقناعها لأن لك مكانة عندها، أنت صديقي و ستقف إلى جانبي ، أليس كذلك ... صدمت كأنه كابوس أطبق علي ، أجبته بنعم ثم خرجت لا أعرف ما حصل لي و لا كيف سأخرج من هذه الورطة ، ألوم حظي و أجر خطواتي لا وجهة لدي غير البحر الذي يحس بحالي ، قضيت بقية النهار أرى الأمواج تهدم أحلامي و أرى امنياتي تغرق مع غروب الشمس انذاك قررت ألإختيار و ما أصعبه من إختيار بين الحب الذي اكتشفته متأخراً و بين الصديق دقت الساعة السابعة إيذاناً بموت حب لم يولد بعد - السلام عليكم يا ياسر ما الذي أصابك ...- وعليكم السلام يا أسماء لا تشغلي بالك لندخل في الموضوع لننهيه بسرعة ، أظن أنك تعرفين الأستاذ كريم لقد إعترف لي بحبه لكي و اتمنى أن تتجاوبي معه لأنه انسان جميل و مهدب يتوفر على جميع مواصفات فارس الأحلام, تبدل وجهها وغابت إبتسامتها الجميلة ...- ما ما الذي تقوله لقد أفسدت كل شيء ... ادارت ظهرها و انطلقت بسرعة ثم غابت ، لم استطع فعل أو قول شيء كأنني منتحر لا أملك التراجع, منذ ذلك اليوم تبدلت حياتي و حتى كريم تبدل و قال لي إن أسماء قررت الرحيل إلى مدينة اخرى بعد أن تراجعت قبل ذلك, زاد هذا الخبر من احباطي لكنني بعد مدة أصبحت اتمنى الفراق عاجلاً علي ارتاح العطلة الصيفية على الأبواب ، جمعت حقائبي بإتجاه عائلتي التي احتضنتني و ساندتني في محنتي ، مرت أيام سوداء و ليالي لم يغمض لي فيها جفن, و في يوم إتصل بي كريم يسأل عن حالي,- كيف حالك ياسر ؟...- أنا بخير و أنت يا كريم ...- الحمد لله لقد تم قبول إنتقالي إلى مدينة اخرى ...- مبروك بالتوفيق لك ...- شكراً, لي مفاجأة لك يا ياسر لا يمكن أن تتخيلها ...- اه هل تزوجت ...- لا لا فالمفاجأة بخصوصك أنت ... - شوقتني يا كريم قل بسرعة ...- أبشر فعندما كنت أتتبع مسار طلبي للإنتقال وجدت أن طلب أسماء قد رفض هذه المرة و معناه أنها لن تغادر المدينة و هذه فرصة لك لا تعوض فأمامك عام كامل أليس كذلك, شعرت باحمرار يملئ وجهي ثم ودعته لأستقبل أحلامي من جديد لقد عاد الأمل من بعيد انتهت
الموضوع الأصلي : و عاد من بعيد ... الأمل .°¤°. الكاتب : المدير{ع~المعز}العامالمصدر : منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو |
|
| | | | و عاد من بعيد ... الأمل .°¤°. | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
|
| |