كان جواً خريفياً جميلاً رغم كآبة سمائه، الضباب يغطي الشوارع و الهدوء يخيّم على الأرجاء و كل أنحاء المدينة،
أرادت أن تكسر صمت كل هذا فخرجت لتقاسم الطبيعة كآبتها،
سارت تحت رذاذ المطر الذي كان يتنازل بكل حنان كقطرات الندى على وجهها الذي غيّر الحزن ملامحه الجميلة،
مشت بخطى متثاقلة بطيئة، تائهة ، شاردة الذهن حتى انتهى بها المطاف إلى شاطئ البحر رفيق دربها و كاتم أسرارها،
طلبت منه قوقعتها حتى تضيف لها سرا من أسرارها، ففعل و رحب بها و على الرّمل ألقى بقوقعتها التي فتحتها....
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تذكرت معها شريط حياتها.. بكل حلوه و مره و بجميع أسرارها التي لا يعرفها غيرها و قوقعتها و البحر و قبل كل هذا خالقها...
سألتها قوقعتها: ما لي أراك على غير عادتكِ؟ ضائعة متغيرة نظرتكِ؟ أجيبيني و طمئنيني عنكِ؟ أكاد أشفق عليك و على حالكِ !!
أجابت و بالكاد كانت تخرج منها الكلمات فقد تعبت و أثقلت كاهلها الحياة،
فقالت و كانت تسبقها التنهدات: قطعت مشوارا طويلا من حياتي و أنت كنتِ شاهدة على معاناتي،
لكن تحملت و كما كانت كثيرة سقطاتي، كان التحدي موجود و وراء كل نجاحاتي،
أمّا اليوم (تنهيدة منبعها الأعماق) أجدني عاجزة عن اتخاذ أبسط القرارات... و أنا، أنا صاحبة أصعب القرارات.
مشردة أفكاري بين قلبي و عقلي، بين القبول و الرّفض، أكاد لا أعرف نفسي بين التردد
و فك قيود مشاعري التي طال أمد أسرها، فهل أطلق سراحها أو أبقيها مقيدة أم أعدمها و أرتاح منها.....
كيف للمرء أن يقرّر مصير أشخاص و يعجز عن تقرير مصير حياته؟!!...