أكمل
المكوك ديسكفري مهمته الأخيرة، خلال العام الجاري ليتقاعد، وبذلك يسدل
الستار على تاريخ طويل من الرحلات المكوكية إلى الفضاء الخارجي تاركا
الباب مفتوحا على مصراعيه لطائرات فضائية حديثة قد تغير من الحياة البشرية
كما غيّرها دخول الطائرات النفاثة قبل أكثر من نصف قرن. وفي الذكرى
الخمسين لانطلاق أول إنسان إلى الفضاء وهو السوفيتي المخضرم يوري غاغارين
في مدار حول الأرض، تتجه الأنظار في العالم أجمع إلى مطار فضائي في ولاية
نيومكسيكو الأميركية حيث تتأهب الطائرة الفضائية «سبيس شيب تو» التابعة
لشركة فيرجن غلاكتيك المملوكة للسير ريتشارد برانسون، للقيام بأول رحلة
فضائية لعتبة الفضاء والعودة مرة أخرى إلى الأرض، حاملة على متنها سائحين
مدنيين في حين يترقب العسكريون الطائرة الفضائية الاختبارية X-37B الثانية
التي انطلقت إلى مدار حول الأرض في مهمة سرية قد تنقل حلبة الصراع من الجو
إلى الفضاء. ويبدو أن الذكرى الخمسين على انطلاق أول إنسان إلى الفضاء
ستشهد بزوغ عهد الطائرة الفضائية.،
يتزامن مع الذكرى الخمسين لانطلاق
أول رائد فضاء من البشر إلى مدار حول الأرض، مرور 30 عاما على انطلاق
المكوك الفضائي الأميركي الذي كان في عام 1981، حيث انطلق المكوك كولومبيا
في أولى مهامه في مدار حول الأرض. ويعد المكوك الفضائي الطائرة الفضائية
الحقيقية التي قامت بمهام متعددة حول الأرض، تعرض اثنان منها إلى حادثين
أليمين حينما انفجر المكوك تشالنجر أثناء انطلاقه إلى الفضاء عام
1986،وكولومبيا الذي افتتح عصر الريادة الحقيقية للطائرات الصاروخية
المجنحة أثناء اقترابه للهبوط إلى الأرض بعد مهمة ناجحة في الفضاء عام
2003. واليوم تقاعد برنامج المكوك الفضائي إلى الأبد بعد مسيرة حافلة من
الإنجازات والمغامرات لثلاثة عقود مفسحا المجال لنماذج أكثر طموحا نحو
ريادة فضائية كاملة للبشرية نحو الفضاء.
نحو سياحة فضائية
يتحضر
العالم أجمع لأولى الرحلات الفضائية السياحية الحقيقية بواسطة طائرات
فضائية صاروخية مجنحة تنطلق من على طائرة حاملة لها على مدار منخفض حول
الأرض. ومن تلك المشاريع الطموحة والواعدة مشروع الطائرة الصاروخية «سبيس
شيب تو» التي بنيت بواسطة شركة سكيلد كومبوزيت أو «اللدائن المصقولة أو
المشكلة» التي يمتلكها المهندس الشهير بيرت راتان وبتمويل من السير
ريتشارد برانسون صاحب مخازن ومحلات فيرجين ستورز للتسجيلات والاسطوانات
الغنائية المدمجة، وشركة طيران فيرجين أتلانتيك وفروعها هنا وهناك الغنية
عن التعريف. كما تستثمر دولة الإمارات العربية المتحدة 27.5 مليار درهم
(7.5 مليارات دولار أميركي) مع شركة بيغلو العالمية لبناء مطار فضائي في
مدينة العين مع تصميم وبناء وتمويل طائرات فضائية سياحية تنطلق إلى الفضاء
على غرار تلك التي يمتلكها السير ريتشارد برانسون.
«سايكلون» وسفاري الفضاء
بدأت
مجموعة من الأفكار بالظهور حول جيل جديد من مكاكيك الفضاء، يتسم
بالانسيابية والخفة، مثل «سكايلون»، الذي مازال مجرد فكرة، ذات طول يقارب
حوالي 90 متراً، ولكنه قد يتمخض عنها عصر جديد من استكشاف الفضاء، بحسب ما
ذكرته الشركة البريطانية المصممة للمشروع، رياكشن إنجنز ليمتد. وتتسم
المركبة «سكايلون»، التي ما زالت مجرد فكرة، بوجود محرك صاروخي يعمل بوقود
هيدروجيني، يطلق عليه اسم «سابري» من تصميم مدير الشركة، آلان بوند. وتعود
فكرته إلى عقد الثمانينات من القرن العشرين. حيث يبدأ المحرك بحرق
الهيدروجين مع الهواء، وينتهي بحرق الهيدروجين بالأوكسجين السائل، مثل
محرك مكوك الفضاء. مما يسمح للمركبة «سكايلون» بالإقلاع والهبوط بالطريقة
التقليدية التي تقلع بها الطائرة، وبخلاف طريقة إقلاع وهبوط مكوك الفضاء
الأميركي الذي ينطلق رأسيا ويهبط أفقيا كالطائرة، والفكرة من وراء هذا
المشروع هي نقل ركاب إلى الفضاء الخارجي وأقمار صناعية وشحنات لمحطة
الفضاء الدولية. وسيكون بمقدروها نقل حمولة تصل إلى 12 طناً، مما يدعم
الرحلات المستقبلية الى القمر والمريخ.
الموضوع الأصلي :
طائرات فضائية حديثة تخلف المكوك الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|