أملكتك تلك اللحظة من قبل، تلك اللحظة التي مرت عليك وظلت مسجلة في ذكرياتك لا تريد الخروج حتى ولو أردت منها ذلك، لقد كانت الأولى من نوعها في حياتي، ومازلت أذكرها كل لحظة قبل نومي وفي منامي، كان الجو باردا برودة رومانسية حين اتفقت على أن أقابلها، وقد كان الشوق والحنين يملأ قلبي لملاقاتها، ذهبت إليها مسرعا وقمت بمسك يديها المغطاتان فلم أحس بأي شعور، ثم مددت يدي الدافئة إلى وجنتاها المتجمدتان وظللت ألاطفهما حتى دفأتهما، ثم أخذت أقترب إليها خطوة بعد خطوة حتى بدأت أشم رائحة لهيثها الساخن فأخذت يدي تطوق رقبتها وتقود شفتيها نحو مصيرهما المحتم، فبدأت أتذوق الحب حينها وبدأت أفرغ كامل غلي في شفتيها وهما مشتعلتين كالنار وسط الإعصار، فتحس بأنك بين نار وماء تسبح في ليل معتوم أو بين دمعة خلفها ضحكة لا تفهم ما المقصود، وبعد مرور فترة وأنا في تلك الحالة مركزا، تبين لي أنها كانت هي الموضوع والعالم حولنا ليس إلا مجرد خلفية، فبدأت تسقط تلك الخلفية شيئا فشيئا، مبان بعدها أشجار بعدها أطفال، حتى صرنا أنا وهي وحدنا نطير في الظلام حيث السكون والطمأنينة تجعلك تحس بأنك تملك العالم بين شفتيك. يا له من سحر! لم أرد أبدا أن أفارقها أو أفارق تلك اللحظة، ولأول مرة في حياتي عرفت معنى كلمة رومانسية، إلا أن الأقدار مرة أخرى شاءت بالعكس، وها أنا اليوم أروي قصتي والدمعة في عيني لا تريد النزول، لأن هذا هو حال الرجال جرح في القلب أهون من دمعة في الخد. وها أنا هنا أنادي بأعلى صوتي: لماذا الغدر؟! ولماذا الخيانة؟! أهذا هو الحب ليس إلا مجرد هواجس نفس تداعب الإنسان ثم تغريه ثم تجعله يعيش أجمل أيام حياته ثم يأتي الغدر ليعيش أتعس أيام حياته.
نعم، بالطبع هذا هو الحب[center]
الموضوع الأصلي :
الحب المؤلم الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر