الـــكــــيمـــاء
من علماء الكيمياء :
1- هو جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي. أبو موسى، أو أبو عبد الله. كان معروفا بالصوفي لزهده. وهو المعروف في العالم اللاتيني المثقف خلال القرون الوسطى باسم (geber) . كان أبوه من دعاة بني العباس، وقد توجه إلى (طوس) بخراسان ليقوم بالدعوة السرية لهم، فولد له ولد دعاه (جابرا) ، ولم يمض زمن حتى قبض عامل بني أمية على حيان وقتله، وأرسل جابر إلى أعمامه في اليمن وهم من الأزد، فأتقن العربية وعلوم الدين. ولما آل الأمر إلى العباسيين قدم جابر إلى بغداد واتصل بالبرامكة ونال عندهم وعند الرشيد حظوة، وبعد نكبة البرامكة تحول جابر إلى الكوفة وأقام فيها. اشتغل جابر بالكيمياء وكان أشهر المشتغلين بها، وهو أول من استخرج حامض الكبريت وسماه (زيت الزاج) وأول من اكتشف (الصودا الكاوية) وأول من استحضر ماء الذهب والفضة بخلطهما بحامض الكبريت وحامض النتريك. وينسب إليه استحضار مركبات أخرى مثل كربونات البوتاسيوم وكربونات الصوديوم ويودور الزئبق والأنتيمون وسواهما.
2- ولد الدكتور : أحمد حسني زويل في 26 فبراير عام 1946 بمدينة دمنهور ونشأ في أسرة مصرية بسيطة، لأب يعمل مراقب فني بوحدة صحية بمدينة دسوق وهو أخ وحيد لثلاث أخوات بنات، تخرج من جامعة الإسكندرية/ كلية العلوم عام 1967 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وحصل على درجة الماجستير في ثمانية أشهر عن بحثه في علم الأطياف وهاجر عام 1969 وحصل على منحة من جامعة بنسلفانيا وحصل على درجة الدكتوراه في كيمياء الليزر عام 1973 وعرضت عليه ثمانية جامعات أميركية منحا دراسية فاختار جامعة (كالينك) وفضلها عن غيرها لحصول (25 ) أستاذا منها على جائزة نوبل ومنح (65) ألف دولار ومعملين وحجرة مكتب
دور الكيميائيين العرب في الرقي بالكيمياء
بدأت الكيمياء خرافية تستند على الأساطير البالية ، حيث سيطرت فكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة . وذلك لأن العلماء في الحضارات ما قبل الحضارة الإسلامية كانوا يعتقدون المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة والنحاس والحديث والرصاص والقصدير من نوع واحد ، وأن تباينها نابع من الحرارة والبرودة و الجفاف والرطوبة الكامنة فيها وهي أعراض متغيرة ( نسبة إلى نظرية العناصر الأربعة ، النار و الهواء و الماء والتراب)، لذا يمكن تحويل هذه المعادن من بعضها البعض بواسطة مادة ثالثة وهي الإكسير .
ومن هذا المنطلق تخيل بعض علماء الحضارات السابقة للحضارة الإسلامية أنه بالإمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يزيل علل الحياة ويطيل العمر .
فعلم الكيمياء مر بحقبة من الزمن سادتها الخرافات و الشعوذة ولكن علماء العرب المسلمين هم الذي حرروها من ذلك الضجيج الفاسد الذي لا يعتمد على علم ، بل كان مصدرها الشيطان والبلبلة .
وبالفعل تأثر بعض العلماء العرب و المسلمين الأوائل كجابر بن حيان و أبو بكر الرازي [1] بنظرية العناصر الأربعة التي ورثها علماء العرب والمسلمين من اليونان . لكنهما قاما بدراسة علمية دقيقة لها ؛ أدت هذه الدراسة إلى وضع وتطبيق المنهج العلمي التجريبي في حقل العلوم التجريبية .
فمحاولة معرفة مدى صحة نظرية العناصر الأربعة ساعدت علماء العرب والمسلمين في الوقوف على عدد كبير جداً من المواد الكيماوية ، وكذلك معرفة بعض التفاعلات الكيماوية , لذا إلى علماء المسلمين يرجع الفضل في تطوير اكتشاف بعض العمليات الكيميائية البسيطة مثل :
التقطير[2] – التسامي[3] – الترشيح [4]– التبلور[5] - الملغمة[6] – التكسيد[7]
وبهذه العمليات البسيطة استطاع جهابذة العلم في مجال علم الكيمياء اختراع آلات متنوعة للتجارب العلمية التي قادت علماء العصر الحديث إلى غزو الفضاء...
الكيمياء عند العرب منذ نهاية القرن الثاني الهجري حتى نهاية القرن الرابع، نشطت حركة النقل والترجمة في الأقطار الإسلامية ولا سيما في بغداد مقر الخلافة العباسية، وقد عهد إلى المترجمين بنقل أهم المؤلفات اليونانية إلى العربية والتوفيق بينها وبين متطلبات الحضارة الفكرية الإسلامية، وذلك في علوم اعتبرها العرب ذات أهمية وفائدة كالكيمياء مثلاً. كانت تلك الخطوة الأولى التي خطاها العرب المسلمون في نقل وترجمة تراث اليونان إلى لغتهم الضاد. وأخذت هذه الخطوة ترتقي تباعاً عند العلماء المسلمين، فلم يعودوا مجرد نقلة، بل ناقشوا مبادئ هذا العلم، فطرحوا زائفه وأضافوا إليه مبتكرات جديدة يمكن اعتبارها أساساً قوياً في دعم هذا العلم، يقول درابر: "إنّ المسلمين هم الذين أنشأوا في العلوم العملية: علم الكيمياء، وكشفوا بعض أجزائها المهمة، من إختراعاتهم "ماء الفضة" حامض النيتريك، وزيت الزاج (حامض الكبريتيك) وماء الذهب (حامض النيتروهيدروكلوريك) وحجر جهنم (نترات الفضة) والسليماني (كلوريد الزئبق) والراسب الأحمر (أوكسيد الزئبق) وملح البارود (كربونات البوتاسيوم) والزاج الأخضر (كبريتات الحديد)، وهم الذين اكتشفوا الكحول والبوتاس وروح النشادر والزرنيخ والإثمد والقلويات. وهم الذين استخدموا ذلك العلم في المعالجات الطبية وصنع العقاقير، فكانوا أول من نشر تركيب الأدوية والمستحضرات المعدنية وتنقية المعادن وغير ذلك من المركبات والمكتشفات التي تقوم عليها معظم المصنوعات الحديثة كالصابون والورق والحرير والأصباغ، ودبغ الجلود واستخراج الروائح العطرية، وصنع الفولاذ وصقل المعادن، واعتمدوا في كل هذا على تجاربهم باستخدام آلات عديدة ووسائل كيمياوية مثل الإنبيق والميزان." لقد عالج كثير من العلماء المسلمين علم الكيمياء، ومنهم الإمام جعفر الصادق الذي ذكرت له رسالة في علم الصناعة والحجر، والكندي الذي مارس الصنعة وله فيها "كيمياء العطر" "تلوين الزجاج" وأبو بكر الرازي صاحب "الأسرار" و"سر الأسرار" و"صناعة الكيمياء أقرب إلى الوجود منها إلى الامتناع" ويستدل من كلامه أنه كان يتطلع إلى تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب وفضة كي ينشر الخير بين الناس. والفارابي الذي عالج قضية المعادن السبعة (الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والقصدير والخارصين)، وقال إنها نوع واحد، وإن اختلافها إنما هو بالكيفيات والرطوبة واليبوسة واللين والصلابة. والمجريطي الذي يعتبر أحد رواد هذه الصناعة في المغرب العربي والمعروف بكتابه "غاية الحكيم"، وقد عرف علم الكيمياء جمهرة غفيرة من العلماء بسطوا آراءهم في مصنفاتهم، ولا يتسع مقام الإختصار للإحاطة بهم. لقد أعطى العلماء المسلمون علم الكيمياء أصالة البحث العلمي فكانوا أول من حقق هذا النصر العلمي الباهر، ويتفق علماء الكيمياء على وجه البسيطة على أن علماء العرب هم مؤسسو الكيمياء كعلم يعتمد على التجربة. وفي الواقع فإنّ علماء المسلمين هم الذين أوجدوا من علم الكيمياء منهجاً استقرائياً سليماً يستند على الملاحظة الحسية والتجربة العلمية، لأنها قوام علم الكيمياء وليس القياس كما هو معهود في العلوم البحتة، لذا نجد أن المعرفة الواضحة غير المشوبة بشيء من الغموض لا يمكن أن نحصل عليها دون الاعتماد على التجربة والاستقراء. لقد نهل العلماء المسلمون من المصادر المصرية والبابلية واليونانية والفارسية والهندية وغيرها، ولكنهم أبعدوا أنفسهم عن الغموض، واعتمدوا على الحقائق العلمية ودعموها بالتجربة، ولذا نجدهم أبعد الناس عن الخيال والخرافة اللذين كانا سائدين في حضارات العالم الأخرى. كما نجدهم أرسوا قواعد الكيمياء ولم يقبلوا شيئاً كحقيقة ما لم تثبته المشاهدة أو تحققه التجربة العلمية.
ماهي كيمياء الفيمتو؟
في عام 1979م بدأ الدكتور أحمد زويل ومجموعته البحثية في معهد (كاليفورنيا للتقنية) محاولة استخدام نبضات من أشعة الليزر مع شعاع جزيئي في وسط مفرغ من الهواء لدراسة الكيمياء فائقة السرعة للمرحلة الانتقالية، إلا أن تقنية الليزر المتاحة في ذلك الوقت لم تمكنهم من ملاحقة الجزيئات المتفاعلة. وفي أوائل الثمانينيات أمكن لمجموعة بحثية في معامل (بل) في نيوجرسي الحصول على نبضات الليزر متناهية القصر، والتي يمكن أن تعمل في نطاق «الفيمتو ثانية». وقد أعطى ذلك للدكتور زويل سلاحه المرتقب لتنفيذ فكرته الفريدة والممتازة، لكي يباغت الجزيئات
أثناء وجودها في الفترة الانتقالية، ويعرف آليات تفاعلها، وليصبح أحمد زويل رائداً لما يسمى بـ(كيمياء الفيمتو). وفي عام 1990م نشرت مجلة العلم الأمريكية مقالة له بعنوان (ميلاد الجزيئات) والذي عرض فيها اكتشافه الجديد. لقد كانت أبحاث الباحثين الذين سبقوا العالم أحمد زويل تركز على دراسة حركات الجزيئات فور التحاقها ببعضها، أما أبحاثه فتقوم على دراسة حركة الجزيئات منذ ولادتها وقبل التحاقها ببعضها. ولا تستغرق هذه العملية سوى جزء من الثانية. حيث بدت عبقريته في إيجاد وسيلة جديدة تساعد على اختراق هذا الزمن، والتدخل لمعرفة تفاصيل حركة الجزيئات، وما يحدث لها في أقل من جزء من الثانية. وباستخدام أشعة الليزر وكاميرا متطورة ودقيقة جداً تمكن معها من تصوير ما يجري من تفاعل كيميائي بين الجزيئات في زمن قياسي جداً هو (الفيمتو ثانية). fs = (femtoseconds) وتساوي الفيمتوثانية = 1-15 من الثانية الواحدة أي واحد على مليون من البليون من الثانية. ونسبة هذه المدة من الثانية تعادل من الناحية الجيولوجية حوالي وتكمن أهمية هذا الإنجاز العلمي في استخدام أشعة الليزر كميكروسكوب قوي جداً وقادر على توضيح تفاصيل الصورة بحيث يمكن التدخل في أحرج الأوقات والتعامل مع أصغر الجزيئات بسرعة رهيبة، لتغيير مركباتها الكيميائية. وقد تمكن العالم أحمد زويل ومجموعته البحثية من تصوير الجزيء كصورة مجسمة بأبعادها الثلاثة، وليس ببعد واحد فقط. أهمية كيمياء الفيمتو يصعب أن نتحدث هنا عن مستقبل وأهمية (كيمياء الفيمتو) بالتفصيل، ولكن العالم أحمد زويل يقول: إن ما توصلت إليه هو تصوير حركة الجزيء، وهذا يفتح مجالات كثيرة في الكيمياء والطب والصناعة والزراعة، وهو اكتشاف يمكن أن نعالج به بعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان والشلل والسكري، لأننا نستطيع أن نصور الخلايا الموجودة في جسم الإنسان، ونعرف إمكانية إصابة الجسم بمرض معين عن طريق التعرف على أخطاء الخلية. كما يمكن تصوير عملية الهدم والبناء في الخلية، وباستخدام زمن الفيمتو وأشعة الليزر يمكن إجراء بعض العمليات الجراحية وبعض التطبيقات في علوم الفضاء والاتصالات والإلكترونيات
الموضوع الأصلي :
الـــكــــيمـــاء الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر