بنكهةِ الفرحةِ
شِعْر : أحْمد عَايد
كـانـت الـلحـظـات الـتي أعـلن فــيـهـا تنحي محمد حسني مبارك
عن رئاسة الجمهورية هـي أحسن لحظات الحياة التي قضيتها ،
ربـــــمـــا لأول مــــرة أحــــس بـــالــحــريـــة مـــنـــذ ولــــدتُ ،
كان الهواء معــبــقــا بأريج الحرية ما أجــمــله نـــكهــة رائعة !
أهـــدي هـــذه الــكــلــمــات لــكـــل الــثــوار ي ثورة 25 يناير ،
و لـشـهـداء مـصـر في هـذه الثـورة و خصوصا بلدي السويس ،
و لـــــكــــل مــــن ابــتـــهــــج بـــــانـــــتــــصـــار الــــثـــــورة ،
و لــــكـــل مـــن ضـــمّــــنــي و هــنــئــنـــــي بـــانــتـــصــارنـا !
أرأيتِ
كيفَ يكونُ فجرُ الثائرينْ
مثلَ ابتسامةِ طفلةٍ
بعدَ الأنينْ
مثلَ انهمارِ الغيثِ
فوقَ الناظرينَ الحالمين اللاهثينَ الظامئينْ
المالئينَ قلوبَهم حُرّيّة ً
القابسينَ من الأ ُولى وَهَجَ اليقينْ
و هتافـُهمْ
هزّ الروابي ....
أنبتتْ
ثوّارَ هذي الأرضِ
نسلَ الشامخينْ
كيفَ اختفتْ تلك الأفاعي فجأة ً ؟
كيف اختفتْ ؟
كيف اختفتْ في الخاضرينْ ؟!
هُمْ
أغضبوا تلك العصافيرَ البريئة َ جهرة ً
هُمْ
لم يكونوا عادلينْ
منعوا الرغيفَ عن الصغير ِ
و حطـّموا قلبَ الكبير ِ
تنمّروا للطيّبينْ
قد حرّموا أن يُبصرَ الناسُ الضياءَ
و لو بصيصًا
في طريق ِ المُدلجينْ
كنـَّا نرى الأحلامَ دونَ عيونِنا
عُمْيًا
ننقـّبُ في البلادِ
عن المَعينْ
أو جاعُنا
لا ننتهي من عدّها
سوداءُ
مكّنها بنا جرحٌ دفينْ
تهتزّ فينا المفرداتُ جسارة ً
نمضي
إلى حيث البلادُ بلا مُهينْ
نشتاقُ
أنْ نحيا طيورًا حُرَّة ًملءَ الفضاءِ
جناحُنا نورٌ مبينْ
و قلوبُنا
قلبٌ مضيءٌ واحدٌ
فيه اقتباساتُ الصبايا الباسمينْ
تنمو الزهورُ
من الجراح ِ بريئة ً
بيضاءَ حمرتُها دم المُستشهدينْ
الله ...
ما أحلى الصباح
مضمّخًا بالزهر ِ و الريحان ِ و البلدِ الأمينْ
الله ...
ما أحلى الصباح
مشعشعًا بيد الجميع ِ بفرحةٍ حُبستْ سنينْ
الله ...
يا مصرَ المُنى
نيلُ الرضا فاضتْ عيونُ عيونِهِ في الحالمينْ
ها قد أتوا
غيمًا سينشدُ شِعْرَه ُ في كفــِّهِ
كي يفرحَ الوطنُ الحزينْ
فدعي الشبابَ لينشأ الأحلامَ
في عين ِ المَدى
و يطبّبوا أسد العرينْ
هيّا
بقلبٍ مؤمن ٍ مُستبصر ٍ
نبني غدًا
في سدرةِ المجدِ الثمينْ
الموضوع الأصلي :
قصيدةٌ بنكهة الفرحة الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر