جمر و كومة ريشٌ
ماذا أقول لك ياصديقي , أَأُحدثكَ عن المسكِ والعنبر والروائح الزكية في صحاري الخوالي . . .
أم الحنضل وسم الحيايا في خيام عروقي ؟
أم عن بدوية قصتي ؟ والتي كانت تُخرسُ حتى البدر في ليالي الرعي وكأنها كهرب يضوي .
تلك الفتاة , لم يمسسها رجل , بعد زوبعة متربة فيه حلت , وذلك اليوم الذي أتى فيه رمح العدى وثقب قلب خليلها في معركة القبيلة .
وبثوبٍ أكحل يشع عليها وجهها كقرص فضة ,عشيته ,نادت في القوم مخاطبةً :
- لن يدنو أنسٌ مني ولا جان وبعد رفيق صباي جمر ولن أترنح في هودج ناقة في طريقي لأحد.
توفت وهي في الثمانين , عذراء, ولكنها ماتت وهي في السابعة عشرة .
وضعوا كل كنوز الصحراء تحت أرجلها لتقبل شيخاً فأبت فرد عليها بأكبر من ذي قبل فأبت .
ماتت وهي تسمع الناي وتنظر في نار ليالٍ غاب عنها القمر ولم يعد يطلع .
ثمانون سنة من الصبر
على جمر.
أتريدني أسماعك حكاية العصافير الملونة في الغابة الغناء
ولحن خرير الماء وحفيف الأشجار ومواويل الفلاحين البعيدة حينما كانت حاضرة .
كانت في عرس على الشجر .
تلك العصفورة الحمراء والمنقطة بالأبيض والجالسة على اليمين ,عروسة وبين صديقاتها .
كانت جميلة وسعيدة وتقول لنفسها وبينما الآخرون في نشيد وزقزقة ,
غدا ساذهب مع ذكري لنبحث عن مكان العش , سيكون لنا فراخ بزغب ناعم , .
نفشت ريشها مزهوةً , فغدت أكبر من ضيوفها أستعادت شجاعتها من خوفٍ أعتراها ورجعت لتقول لنفسها من جديد , وأما الثعبان اللعين وكما علمتني أُمي , نقرتين سريعتين من منقاري المدببتين في العين اليمنى ومثليهما في اليسرى .
فتحت جناحيها ليدغدغها الهواء ونشوة الأرتياح في عيونها التي أغمضت .
ولكن
وفي الطريق اليها, كانت زوبعة من حُبيبات رصاص بندقية تشق الريح وصفير يصم الأذان يسابقها .
الموضوع الأصلي :
........ جمر و كومة ريشٌ ...(ان شاء الله) ... الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|