[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يقول المعجم الكبير عن الهمزة :
أول
الحروف الهجائية ، والمبرد لا يعدها ويجعل حروف الهجاء ثمانية وعشرين ،
وحجته أنه ليست لها صورة ملتزمة فتكتب ألفا مثل : بدأ، وواوا مثل : يؤمن،
وياء مثل : يستنبئونك ، وربما لا يكون لها حرف مثل بناء : والحق أنها من
حروف الهجاء ، لثبوتها في النطق قبل الرسم الذي هو اصطلاح وتواضع .
وتقع
في أول الكلمة ووسطها وآخرها، كما في : أمن، وسأل، ونشأ ، وهي غير الألف
اللينة التي لا تقع في أول الكلمة ، وإنما تقع في وسطها أو آخرها بعد فتح
دائما، مثل : قام ، ودعا ، ويرمز لها ب (لا) أو لام ألف .
ويعد
القدماء الهمزة مجهورة ، ومخرجها أقصى الحلق وتخالف الألف اللينة التي
تخرج من الجوف . ويرى بعض المحدثين أنها صوت مخرجه الحنجرة ويعدونها صوتا
مهموسا وشديدا . وهي قسمان : همزة وصل وهمزة قطع . والأولى تثبت في بدء
الكلام وتسقط في درجه مثل : ابن، واسم واقتدار ، وانطلاق . وقد توضع رأس
صاد في أعلى الألف هكذا (1) إشارة إلى كلمة صلة، والثانية : تثبت في الوصل
والابتداء مثل : أمر، وأسوة ، وإبل . ويخففها الحجازيون فيقولون : البير
في البئر، والشان في الشأن والسول في السؤل ، وهذه هي لغة التخفيف ، ووردت
في بعض القراءات ، وتقابلها لغة التحقيق التي تبقي عليها .
وتقع
الهمزة أصلية مثل : أخذ ، وسأل ، وبدأ ، وزائدة مثل : شمأل ، ومبدلة من
حرف أصلي مثل : كساء (أصلها كساو) وبناء (أصلها بناي) ، وإعاء (لغة في
وعاء) ، ومبدلة من ألف زائدة كما في قول بعض العرب ، دَأْبه في دابة .
ويبدلها بعض العرب هاء ، فيقولون في أراق : هراق ، وعينا ، فيقولون علمت
عنَّك فاضل أي أنك فاضل .
وتستخدم لنداء القريب ، كقول امرئ القيس :
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل | وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي |
وللاستفهام ، مثل:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سورة يونس الآية 53.
وقد
تأتي مع دلالتها على الاستفهام عوضا من حرف القسم ، مثل : آلله أكرمتَ أخي
؟ أي بالله . قال ابن مسعود في غزوة بدر : يا رسول الله هذا رأس عدو الله
أبي جهل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : آللّه الذي لا إله غيره ؟ فقال
ابن مسعود : نعم ، والله الذي لا إله غيره . ثم يضيف المعجم الكبير إلى
معاني الهمزة أنها قد تفيد مع الاستفهام معاني أخر يحددها المقام .
أما
الهمزة الممدودة : آ فيقول عنها المعجم الكبير إنها حرف نداء للبعيد ، وما
ينزل منزلته عند الكوفيين وجعلها ابن عصفور للقريب.وقال الجوهري : هي
لنداء القريب والبعيد .
والغريب
أن المعجم الكبير لا يأتي بمثال واحد لاستخدام الهمزة الممدودة للنداء
القريب أو البعيد مكتفيا بما سبق من الكلام .
فإذا
ما انتقلنا إلى الكلمة الأولى في باب الهمزة الممدودة وهي كلمة "آب" وجدنا
المعجم الكبير يقول عنها آب- معرّب : الشهر الخامس من شهور السنة عند
الأكديين والعبريين ، والحادي عشر من الشهور السريانية، يقابله أغسطس من
الشهور الرومية، ومسرى من الشهور القبطية . قال محمد بن عبد الملك الزيات :
برد الماء وطال الليلُ | والتذ الشرابُ |
ومضى عنك حَزيرانُ | وتموزٌ وآبُ |